للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لبكائه أن يخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن عبد خيّر، فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو المخيّر، وكان أبو بكر أعلمنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أمنّ النّاس عليّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متّخذا خليلا غير ربّي لاتّخذت أبا بكر ولكن أخوّة الإسلام ومودّته، لا يبقينّ باب في المسجد إلّا سدّ «١» إلّا باب أبي بكر» ) * «٢» .

١٨-* (عن جبير بن مطعم بن عديّ- رضي الله عنه- أنّه قال: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال في أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عديّ حيّا ثمّ كلّمني في هؤلاء النّتنى «٣» لتركتهم له» ) * «٤» .

١٩-* (عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازنيّ- رضي الله عنه- أنّه قال: لمّا أفاء الله على رسوله صلّى الله عليه وسلّم يوم حنين قسم في النّاس في المؤلّفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنّهم وجدوا «٥» إذ لم يصبهم ما أصاب النّاس فخطبهم فقال: «يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلّالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرّقين فألّفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟ كلّما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمنّ. قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟. قال: كلّما شيئا قالوا: الله ورسوله أمنّ. قال:

لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا. ألا ترضون أن يذهب النّاس بالشّاة والبعير، وتذهبون بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك النّاس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها. الأنصار شعار «٦» والنّاس دثار «٧» إنّكم ستلقون بعدي أثرة «٨» فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض» ) * «٩» .

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تسبّوا أصحابي، لا تسبّوا أصحابي، فوالّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه» ) * «١٠» .

٢١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من لم يشكر النّاس لم يشكر الله- عزّ وجلّ-» ) * «١١» .


(١) المعنى: لا تبقوا بابا غير مسدود إلا باب أبي بكر.
(٢) البخاري- الفتح ٧ (٣٦٥٤) ٠ قال الحافظ: في الحديث فوائد منها: شكر المحسن والتنويه بفضله والثناء عليه (٧/ ١٦) .
(٣) النتنى: المراد بهم أسرى بدر المشركين.
(٤) البخاري- الفتح ٦ (٣١٣٩) . وانما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم ذلك اعترافا منه بالجميل لما أدخله في جواره بعد أن رده أهل الطائف.
(٥) وجدوا: أي غضبوا.
(٦) شعار: ما يلي الجسد.
(٧) دثار: ما يتدثر به الإنسان وهو ما يلقيه عليه من كساء أو غيره فوق الشعار.
(٨) أثرة: استئثار بأمور الدنيا. والأصل فيه الانفراد بالشيء المشترك دون من يشركه فيه.
(٩) البخاري- الفتح ٧ (٤٣٣٠) واللفظ له. ومسلم (١٠٦١) .
(١٠) مسلم (٢٥٤٠) واللفظ له. والبخاري في الفتح ٧ (٣٦٧٣) من حديث أبي سعيد.
(١١) المسند (٢/ ٢٥٨) واللفظ له، وقال الشيخ أحمد شاكر: رواه أبو داود (٤٨١١) ، والترمذي (٣ (١٣٢) وقال: حديث صحيح.