للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم السيجان، وأكثر تبعه اليهود والنّساء، ثمّ يأتي المصر الّذي يليه فيصير أهله ثلاث فرق: فرقة تقول نشامه وننظر ما هو. وفرقة تلحق بالمصر الّذي يليهم بغربيّ الشّام وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق، فيبعثون سرحا لهم فيصاب سرحهم فيشتدّ ذلك عليهم، وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد حتّى إنّ أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله. فبينماهم كذلك إذ نادى مناد من السّحر: يا أيّها النّاس، أتاكم الغوث ثلاثا، فيقول بعضهم لبعض: إنّ هذا الصّوت صوت رجل شبعان، وينزل عيسى ابن مريم عليه السّلام عند صلاة الفجر، فيقول له أميرهم: روح الله، تقدّم صلّ، فيقول: هذه الأمّة أمراء بعضهم على بعض، فيتقدّم أميرهم فيصلّي، فإذا قضى صلاته أخذ عيسى حربته فيذهب نحو الدّجّال، فإذا رآه الدّجّال ذاب كما يذوب الرّصاص، فيضع حربته بين ثندوته فيقتله، وينهزم أصحابه، فليس يومئذ شيء يواري منهم أحدا، حتّى إنّ الشّجرة لتقول: يا مؤمن، هذا كافر. ويقول الحجر:

يا مؤمن، هذا كافر) * «١» .

٦-* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يلقى على أهل النّار الجوع، فيعدل ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع، فيستغيثون بالطّعام فيغاثون بطعام ذي غصّة «٢» ، فيذكرون أنّهم كانوا يجيزون الغصص في الدّنيا بالشّراب فيستغيثون بالشّراب فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد، فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم، فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم، فيقولون: ادعوا خزنة جهنّم، فيقولون: أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ (غافر/ ٥٠) قال: فيقولون: ادعوا مالكا، فيقولون: يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ، قال:

فيجيبهم إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (الزخرف/ ٧٧) .

قال الأعمش: نبّئت أنّ بين دعائهم وبين إجابة مالك إيّاهم ألف عام. قال: فيقولون: ادعوا ربّكم فلا أحد خير من ربّكم، فيقولون: رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ* رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ قال: فيجيبهم اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (المؤمنون/ ١٠٦- ١٠٨) . قال: فعند ذلك يئسوا من كلّ خير، وعند ذلك يأخذون في الزّفير والحسرة والويل.

قال عبد الله بن عبد الرّحمن: والنّاس لا يرفعون هذا الحديث) * «٣» .

٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قام فينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فذكر الغلول فعظّمه وعظّم أمره، قال:

لا ألفينّ أحدكم يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك


(١) أحمد (٤/ ٢١٦، ٢١٧) .
(٢) الإغاثة هنا على سبيل التهكم.
(٣) الترمذي/ كتاب صفة جهنم حديث رقم (٢٥٨٦) . وقال: إنما نعرف هذا الحديث عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء. وشهر بن حوشب حسن الحديث (انظر في توثيقه تهذيب التهذيب: ٤/ ٣٧١- ٣٧٢) .