للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟

فأخبره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا النّاموس «١» الّذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا «٢» ، ليتني أكون حيّا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أو مخرجيّ هم؟» قال نعم. لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا. ثمّ لم ينشب «٣» ورقة أن توفّي، وفتر الوحي» ) * «٤» .

١٠-* (عن عبد الله بن أبي قتادة، أنّ أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه، ثمّ وجده، فقال: إنّي معسر. فقال: آلله؟ قال: آلله. قال: فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من سرّه أن ينجّيه الله من كرب يوم القيامة فلينفّس عن معسر، أو يضع عنه» ) * «٥» .

١١-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» ) * «٦» .

١٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدّنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر في الدّنيا يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم في الدّنيا ستر الله عليه في الدّنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) * «٧» .

١٣-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النّار ثلاث خنادق، كلّ خندق أبعد ممّا بين الخافقين) * «٨» .

١٤-* (عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«على كلّ نفس في كلّ يوم طلعت فيه الشّمس صدقة منه على نفسه» . قلت: يا رسول الله، من أين أتصدّق وليس لنا أموال؟ قال: «إنّ من أبواب الصّدقة التكبير، وسبحان الله والحمد لله واستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعزل الشّوكة عن طريق النّاس والعظم والحجر، وتهدي الأعمى، وتسمع الأصمّ


(١) الناموس: هو جبريل، وقال أهل اللغة: الناموس صاحب سر الخبر.
(٢) جذعا: أي شابا قويا.
(٣) لم ينشب: أي لم يلبث.
(٤) البخاري- الفتح ١ (٣) واللفظ له. ومسلم (١٦٠) .
(٥) مسلم (١٥٦٣) .
(٦) البخاري- الفتح ٥ (٢٤٤٢) واللفظ له، ومسلم (٢٥٨٠) وأبو داود حديث رقم (٤٩٤٦) والترغيب والترهيب (٣/ ٣٨٩) .
(٧) مسلم (٢٦٩٩) والترمذي واللفظ له، كتاب البر- حديث رقم (١٩٣٠) وأبو داود باب المعونة للمسلم برقم (٤٩٤٦) وابن ماجة (مقدمة) حديث رقم (٢٢٥) . وأحمد (٢/ ٢٥٢) . والحاكم وقال: صحيح على شرطهما والترغيب والترهيب (٣/ ٣٩٠) .
(٨) المنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٣٩١) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والحاكم، وقال: صحيح الاسناد، إلا أنه قال: لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته- وأشار بأصبعه- أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين.