للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسلّم، فقال: «ارجع فقل السّلام عليكم» ، وذاك بعد ما أسلم صفوان بن أميّة» ) * «١» .

١٩-* (عن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ المؤمن إذا لقي المؤمن، فسلّم عليه، وأخذ بيده، فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشّجر» ) * «٢» .

٢٠-* (عن أسامة بن شريك- رضي الله عنه- قال: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه كأنّما على رؤوسهم الطّير، فسلّمت ثمّ قعدت، فجاء الأعراب من ههنا وههنا، فقالوا: يا رسول الله؛ أنتداوى؟

فقال: «تداووا فإنّ الله- عزّ وجلّ- لم يضع داء إلّا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم» ) * «٣» .

٢١-* (عن أنس عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان إذا تكلّم بكلمة أعادها ثلاثا حتّى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلّم عليهم سلّم عليهم ثلاثا» ) * «٤» .

٢٢-* (عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عبّاس إنّ نوفا البكاليّ يزعم أنّ موسى «٥» ليس بموسى بني إسرائيل إنّما هو موسى آخر. فقال: كذب عدوّ الله، حدّثنا أبيّ بن كعب عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «قام موسى النّبيّ خطيبا في بني إسرائيل، فسئل: أيّ النّاس أعلم؟ فقال: أنا أعلم. فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه. فأوحى الله إليه أنّ عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال: يا ربّ وكيف به؟ فقيل له: احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثمّ.

فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون. وحملا حوتا في مكتل، حتّى كانا عند الصّخرة وضعا رءوسهما وناما، فانسلّ الحوت من المكتل فاتّخذ سبيله في البحر سربا، وكان لموسى وفتاه عجبا. فانطلقا بقيّة ليلتهما ويومهما.

فلمّا أصبح، قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. ولم يجد موسى مسّا من النّصب حتّى جاوز المكان الّذي أمر به. فقال له فتاه: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإنّي نسيت الحوت. قال موسى:

ذلك ما كنّا نبغ فارتدّا على آثارهما قصصا. فلمّا انتهيا إلى الصّخرة إذا رجل مسجّى بثوب- أو قال: تسجّى بثوبه- فسلّم موسى، فقال الخضر: وأنّى بأرضك السّلام؟ فقال: أنا موسى. فقال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم. قال: هل أتّبعك على أن تعلّمن ممّا علّمت رشدا؟ قال: إنّك لن


(١) أبو داود (٥١٧٦) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٩٧٢) : صحيح.
(٢) المنذري في الترغيب (٣/ ٤٣٣) وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورواته لا أعلم فيهم مجروحا. وقال الهيثمي (٨/ ٣٦) : رواه الطبراني في الأوسط ويعقوب بن محمد بن الطحلاء روى عنه غير واحد ولم يضعفه أحد وبقية رجاله ثقات.
(٣) أبو داود (٣٨٥٥) واللفظ له وقال الألباني (٢/ ٧٣١) : صحيح، وفي صحيح ابن ماجة (٣٤٣٦) .
(٤) البخاري- الفتح ١ (٩٥) ، قال ابن حجر، قال الإسماعيلي يشبه أن يكون ذلك كان إذا سلّم سلام الاستئذان على ما رواه أبو موسى وغيره وأما أن يمر المرء مسلّما فالمعروف عدم التكرار.
(٥) أي موسى الذي وردت قصته في سورة الكهف.