للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتردّ علينا، قال: «إنّ في الصّلاة شغلا» . فقلت لإبراهيم: كيف تصنع أنت؟ قال: أردّ في نفسي) * «١» .

٣٤-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: كنّا نقول: التّحيّة في الصّلاة ونسمّي ويسلّم بعضنا على بعض. فسمعه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «قولوا: التّحيّات لله والصّلوات والطّيّبات، السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين، أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. فإنّكم إن فعلتم ذلك فقد سلّمتم على كلّ عبد لله صالح في السّماء والأرض» ) * «٢» .

٣٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تدخلون الجنّة حتّى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتّى تحابّوا. أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم» ) * «٣» .

٣٦-* (عن أنس- رضي الله عنه- أنّه مرّ على صبيان فسلّم عليهم وقال: «كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يفعله» ) * «٤» .

٣٧-* (عن أبي أيّوب- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان، فيصدّ هذا ويصدّ هذا، وخيرهما الّذي يبدأ بالسّلام» . وذكر سفيان أنّه سمعه منه ثلاث مرّات) * «٥» .

٣٨-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- أنّه توضّأ في بيته ثمّ خرج، فقال: لألزمنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولأكوننّ معه يومي هذا. قال فجاء المسجد فسأل عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: خرج وجّه ههنا «٦» ، قال:

فخرجت على إثره أسأل عنه حتّى دخل بئر أريس، قال: فجلست عند الباب. وبابها من جريد، حتّى قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حاجته وتوضّأ، فقمت إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس وتوسّط قفّها «٧» وكشف عن ساقيه ودلّاهما في البئر «٨» . قال: فسلّمت عليه ثمّ انصرفت فجلست عند الباب. فقلت: لأكوننّ بوّاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اليوم، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت من هذا؟ فقال: أبو بكر. فقلت: على رسلك «٩» ، ثمّ ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال: «ائذن له وبشّره بالجنّة» . قال:

فأقبلت حتّى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله


(١) البخاري- الفتح ٧ (٣٨٧٥) واللفظ له، ومسلم (٥٣٨) .
(٢) البخاري- الفتح ٣ (١٢٠٢) واللفظ له، ومسلم (٤٠٢) .
(٣) مسلم (٥٤) .
(٤) البخاري- الفتح ١١ (٦٢٤٧) واللفظ له. ومسلم (٢١٦٨) .
(٥) البخاري- الفتح ١١ (٦٢٣٧) واللفظ له، ومسلم (٢٥٦٠) .
(٦) وجه هاهنا: المشهور في الرواية: وجه، بتشديد الجيم. وضبطه بعضهم بإسكانها. وحكى القاضي الوجهين ونقل الأول عن الجمهور ورجح الثاني لوجود خرج أي قصد هذه الجهة.
(٧) وتوسط قفها: القف حافة البئر. وأصله الغليظ المرتفع من الأرض.
(٨) ودلاهما في البئر: في هذا دليل للغة الصحيحة أنه يجوز أن يقال: دليت الدلو في البئر ودليت رجلي وغيرها فيه. كما يقال: أدليت، قال الله تعالى: فَأَدْلى دَلْوَهُ.
(٩) على رسلك بكسر الراء وفتحها، لغتان. الكسر أشهر. ومعناه تمهل وتأن.