للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأوس والخزرج عشرين ومائة سنة، حتّى قام الإسلام وهم على ذلك، فكانت حربهم بينهم وهم إخوان لأب وأمّ، فلم يسمع بقوم كان بينهم من العداوة والحرب ما كان بينهم ثمّ إنّ الله- عزّ وجلّ- أطفأ ذلك بالإسلام، وألّف بينهم برسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم) * «١» .

٨-* (وعن قتادة في قوله تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً (آل عمران/ ١٠٣) إذ كنتم تذابحون فيها يأكل شديدكم ضعيفكم، حتّى جاء الله بالإسلام فآخى به بينكم، وألّف به بينكم. أما والله الّذي لا إله إلّا هو إنّ الألفة لرحمة، وإنّ الفرقة لعذاب) * «٢» .

٩-* (وقال أبو جعفر: يعني بقوله- جلّ ثناؤه- وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ واذكروا ما أنعم الله به عليكم من الألفة والاجتماع على الإسلام.

واذكروا أيّها المؤمنون، نعمة الله عليكم الّتي أنعم بها عليكم، حين كنتم أعداء في شرككم، يقتل بعضكم بعضا عصبيّة في غير طاعة الله ولا طاعة رسوله فألّف الله بالإسلام بين قلوبكم. فجعل بعضكم لبعض إخوانا بعد إذ كنتم أعداء تتواصلون بألفة الإسلام واجتماع كلمتكم عليه) * «٣» .

١٠-* (وقال أبو جعفر في قوله تعالى:

فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً، فإنّه يعني: فأصبحتم بتأليف الله- عزّ وجلّ- بينكم بالإسلام وكلمة الحقّ، والتّعاون على نصرة أهل الإيمان، والتّآزر على من خالفكم من أهل الكفر، إخوانا متصادقين، لا ضغائن بينكم ولا تحاسد) * «٤» .

١١-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: النّعمة تكفر، والرّحم تقطع، وإنّ الله تعالى: إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء ثمّ تلا لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ (الأنفال/ ٦٣)) * «٥» .

١٢-* (عن مجاهد- رضي الله عنه- قال:

إذا لقي الرّجل أخاه فصافحه، تحاتّت «٦» الذّنوب بينهما كما ينثر الرّيح الورق، فقال رجل: إنّ هذا من العمل اليسير. فقال: ألم تسمع الله قال: لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) * «٧» .

١٣-* (عن ابن إسحق في قوله تعالى:

لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وألّف بين قلوبهم على الهدى الّذي بعثك به إليهم بدينه الّذي جمعهم عليه، يعني الأوس والخزرج) * «٨» .

١٤-* (عن الوليد بن أبي مغيث، عن مجاهد


(١) تفسير الطبري (٣/ ٣٨١) ، الدر المنثور (٢/ ٢٨٧) .
(٢) الدر المنثور (٢/ ٢٨٧) . تفسير الطبري (٣/ ٣٨١) .
(٣) تفسير الطبري (٣/ ٣٨٠) .
(٤) المرجع السابق (٣/ ٣٨٣) .
(٥) الدر المنثور (٤/ ١٠٠) .
(٦) تحاتّت: أي تساقطت.
(٧) المرجع السابق (٤/ ١٠٠) .
(٨) تفسير الطبري (٦/ ٢٨٠) .