للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أينما كنّا. لا نخاف في الله لومة لائم» ) * «١» .

٢٤-* (عن عبد الرّحمن بن عبد ربّ الكعبة، قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظلّ الكعبة. والنّاس مجتمعون عليه. فأتيتهم فجلست إليه. فقال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفر. فنزلنا منزلا. فمنّا من يصلح خباءه.

ومنّا من ينتضل «٢» ومنّا من هو في جشره «٣» . إذ نادى منادي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الصّلاة جامعة «٤» . فاجتمعنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «إنّه لم يكن نبيّ قبلي إلّا كان حقّا عليه أن يدلّ أمّته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرّ ما يعلمه لهم. وإنّ أمّتكم هذه جعل عافيتها في أوّلها.

وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها. وتجيء فتنة فيرقّق بعضها بعضا «٥» . وتجيء الفتنة فيقول المؤمن:

هذه مهلكتي. ثمّ تنكشف. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحبّ أن يزحزح عن النّار ويدخل الجنّة، فلتأته منيّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر. وليأت إلى النّاس الّذي يحبّ أن يؤتي إليه. ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» ) * «٦» .

٢٥-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: قدم وفد عبد القيس على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالوا:

يا رسول الله إنّا هذا الحيّ من ربيعة قد حالت بيننا وبينك كفّار مضر. ولسنا نخلص إليك إلّا في الشّهر الحرام. فمرنا بشيء نأخذه عنك وندعو إليه من وراءنا. قال: «آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: الإيمان بالله، وشهادة أن لا إله إلّا الله- وعقد بيده هكذا- وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة. وأن تؤدّوا خمس ما غنمتم، وأنهاكم عن الدّبّاء «٧» والحنتم «٨» والنّقير «٩» والمزفّت «١٠» » ) * «١١» .

٢٦-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من نبيّ بعثه الله في أمّة قبلي إلّا كان له من أمّته حواريّون وأصحاب يأخذون بسنّته، ويقتدون بأمره، ثمّ إنّها تخلف من بعدهم خلوف. يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن. ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل» ) * «١٢» .


(١) البخاري- الفتح ١٣ (٧١٩٩، ٧٢٠٠) . ومسلم (١٧٠٩) كتاب الإمارة (ج ٣ ص ١٤٧٠) .
(٢) ومنا من ينتضل: هو من المناضلة، وهي المراماة بالنشاب.
(٣) في جشره: الجشر قوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى ويبيتون مكانهم.
(٤) نصب الصلاة على الإغراء، وجامعة على الحال.
(٥) فيرقق بعضها بعضا: أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده، وقيل: معناه يشبه بعضه بعضا.
(٦) مسلم (١٨٤٤) .
(٧) الدبّاء: القرع اليابس أي الوعاء منه.
(٨) الحنتم: جرار حمر أو خضر يجلب فيها الخمر.
(٩) النقير: جذع ينقر وسطه.
(١٠) المزفت: وهو المطلي بالقار وهو الزفت.
(١١) البخاري- الفتح ٣ (١٣٩٨) واللفظ له. ومسلم (٢٣) .
(١٢) مسلم (٥٠) .