للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنذرهم بيوم القيامة. والأوّل أظهر) * «١» .

١٥-* (قال الطّبري في قوله تعالى وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً (الإسراء/ ٤١) يقول- تعالى ذكره-: ولقد صرّفنا لهؤلاء المشركين المفترين على الله في هذا القرآن العبر والآيات والحجج، وضربنا لهم فيه الأمثال، وحذّرناهم فيه، وأنذرناهم ليتذكّروا تلك الحجج عليهم فيعقلوا خطأ ما هم عليه مقيمون، ويعتبروا بالعبر فيتّعظوا بها، وينيبوا من جهالتهم فما يعتبرون بها، ولا يتذكّرون بما يرد عليهم من الآيات والنّذر (وما يزيدهم) تذكيرنا إيّاهم (إلّا نفورا) أي: إلّا ذهابا عن الحقّ وبعدا منه وهربا) * «٢» .

١٦-* (عن قتادة- رضي الله عنه- في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ قال: أي أنذر عذاب ربّك ووقائعه في الأمم وشدّة نقمته إذا انتقم) * «٣»

١٧- وقال الشّافعيّ:

خبت «٤» ، نار نفسي باشتعال مفارقي «٥» ... وأظلم ليلي إذ أضاء شهابها

أيا بومة قد عشّشت فوق هامتي «٦» ... على الرّغم منّي حين طار غرابها

رأيت خراب العمر منّي فزرتني ... ومأواك من كلّ الدّيار خرابها

أأنعم عيشا بعد ما حلّ عارضي «٧» ... طلائع شيب ليس يغني خضابها «٨»

وعزّة عمر المرء قبل مشيبه ... وقد فنيت نفس تولّى شبابها

إذا اصفرّ لون المرء وابيضّ شعره ... تنغّص «٩» من أيّامه مستطابها

فدع عنك سوءات الأمور «١٠» فإنّها ... حرام على نفس التّقيّ ارتكابها «١١»

١٨-* (قال القرطبيّ في قوله تعالى هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (النجم/ ٥٦) . قال ابن جريج ومحمّد بن كعب: يريد أنّ محمّدا صلّى الله عليه وسلّم نذير بالحقّ الّذي أنذر به الأنبياء قبله، فإن أطعتموه أفلحتم، وإلّا حلّ بكم ما حلّ بمكذّبي الرّسل السّالفة) * «١٢» .

١٩-* (وقال قتادة: يريد القرآن، وأنّه نذير بما أنذرت به الكتب الأولى. وقيل: أي هذا الّذي أخبرنا به من أخبار الأمم الماضية الّذين هلكوا تخويف لهذه الأمّة من أن ينزل بهم ما نزل بأولئك من النّذر) * «١٣» .

٢٠-* (وقال السّدّيّ: أخبرني أبو صالح قال:

هذه الحروف الّتي ذكر الله تعالى من قوله تعالى: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ إلى قوله: هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى كلّ هذه في صحف إبراهيم وموسى) * «١٤» .


(١) تفسير القرطبي (٦/ ٤٣٠- ٤٣١) .
(٢) تفسير الطبري (١٤/ ٦٤) ط. دار الفكر.
(٣) الدر المنثور (٨/ ٣٢٥) وتفسير الطبري (١٤/ ١٤٤) ط. دار الفكر.
(٤) خبت: أطفئت.
(٥) المفارق: جمع مفرق وهو وسط الرأس.
(٦) الهامة: الرأس.
(٧) العارض: صفحة خد الإنسان.
(٨) الخضاب: ما يلون به الشعر.
(٩) تنغص: تكدر وساء.
(١٠) سوءات الأمور: قبيحها وساقطها.
(١١) ديوانه (٥٠- ٥١) .
(١٢) تفسير القرطبي (١٧/ ١٢١) .
(١٣) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(١٤) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.