(٢) أين هذا ممّا نشاهده في عالمنا المعاصر من ازدواجية في الحكم على الناس وعلى أعمالهم؟ إنّ ازدواجية المعايير هذه قد أورثت كثيرا من النفوس حقدا ومرارة على الظالمين والطغاة الذين لا يعرفون معنى الإنصاف، وكان من آثار ذلك ما نشاهده اليوم من أعمال إرهابية طائشة لا تفرق بين ظالم ومظلوم. ليت اليهود ومن يوالونهم يطبقون على غيرهم ما طبقه القرآن الكريم عليهم منذ خمسة عشر قرنا من الزمان فينصفون المسلمين الذين أوقعهم حظهم التعس تحت سيطرتهم، ويعاملونهم بما عاملهم به المسلمون يوما ما- ولا يزالون- متأسين بروح القرآن الكريم. إنه لا خلاص للعالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه إلا بالتحلي بروح الإنصاف وإقامة العدل بين الناس جميعا بغض النظر عن جنسياتهم ودياناتهم وألوانهم، وإذا تم ذلك بالفعل جفت منابع الإرهاب وانقطعت حجة الإرهابيين، ونعم العالم كله بالسلام وساده الأمن والأمان، وما ذلك على الله- عز وجل- بعزيز.