للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: «نعم» ، قال: فأيّ الصّدقة أفضل؟، قال:

«سقي الماء فتلك سقاية سعد بالمدينة» ) * «١» .

٤٣-* (عن عمير مولى أبي اللّحم، قال:

كنت مملوكا، فسألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أأتصدّق من مال مواليّ بشيء؟ قال: «نعم، والأجر بينكما نصفان» ) * «٢» .

٤٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كلّ سلامى «٣» من النّاس عليه صدقة، كلّ يوم تطلع فيه الشّمس» . قال: تعدل بين الاثنين «٤» صدقة، وتعين الرّجل في دابّته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، قال: «والكلمة الطّيّبة صدقة، وكلّ خطوة تمشيها إلى الصّلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطّريق صدقة» ) * «٥» .

٤٥-* (عن جرير بن عبد الله البجليّ- رضي الله عنه- قال: كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في صدر النّهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النّمار «٦» أو العباء متقلّدي السّيوف عامّتهم من مضر بل كلّهم من مضر، فتمعّر «٧» وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما رأى بهم من الفاقة. فدخل ثمّ خرج، فأمر بلالا فأذّن وأقام فصلّى ثمّ خطب، فقال «يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ إلى آخر الآية. إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (النساء/ ١) . والآية الّتي في الحشر: اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ (الآية/ ١٨) . تصدّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع برّه، من صاع تمره ... (حتّى قال) : ولو بشقّ تمرة» . قال: فجاء رجل من الأنصار بصرّة كادت كفّه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال:

ثمّ تتابع النّاس حتّى رأيت كومين من طعام وثياب، حتّى رأيت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتهلّل كأنّه مذهبة «٨» ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء. ومن سنّ في الإسلام سنّة سيّئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» ) * «٩» .

٤٦-* (عن عبد الله بن سلام- رضي الله عنه- قال: لمّا ورد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، المدينة انجفل النّاس إليه «١٠» . وقيل قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: فجئت في النّاس لأنظر، فلمّا تبيّنت وجهه، عرفت أنّ وجهه


(١) النسائي (٦/ ٢٥٤، ٢٥٥) وقال الألباني في صحيحه: حسن (٢/ ٧٧٨) حديث (٣٤٢٧) . وأبو داود (١٦٨١) . وابن ماجة (٣٦٨٤) ، ومعناه في الصحيحين.
(٢) مسلم (١٠٢٥) .
(٣) سلامى من الناس: والمعنى السلامى كل عظم مجوف من عظام الجسم الصغيرة، والمعنى إن على كل عظمة من عظام الإنسان صدقة. ويجمع على سلاميات وهي كل التي بين كل مفصلين.
(٤) تعدل بين الاثنين أو تصلح بينهما.
(٥) البخاري- الفتح ٦ (٢٩٨٩) . ومسلم (١٠٠٩) واللفظ له.
(٦) مجتابي النمار: أى لابسيها خارقين أوساطها، والنمار جمع نمرة وهي ثياب صوف فيها تنمير.
(٧) تمعر: تغير
(٨) مذهبة: فضة مذهبة، أو قربة من جلد فيها خطوط مذهبة بعضها على أثر بعض.
(٩) مسلم (١٠١٧) .
(١٠) انجفل الناس إليه: أي ذهبوا مسرعين نحوه.