للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فثلطت «١» ، وبالت ثمّ رتعت. وإنّ هذا المال خضرة حلوة، ونعم صاحب المسلم «٢» لمن أخذه بحقّه فجعله في سبيل الله واليتامى والمساكين، ومن لم يأخذها بحقّه «٣» فهو كالآكل الّذي لا يشبع، ويكون عليه شهيدا يوم القيامة» ) * «٤» .

٥٧-* (عن معن بن يزيد- رضي الله عنه- أنّه قال: بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنا وأبي وجدّي، وخطب عليّ فأنكحني، وخاصمت إليه، وكان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدّق بها، فوضعها عند رجل في المسجد فجئت فأخذتها فأتيته بها، فقال: والله ما إيّاك أردت، فخاصمته إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «لك ما نويت يا يزيد، ولك ما أخذت يا معن» ) * «٥» .

٥٨-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خرج إلى أرض تهتزّ زرعا، فقال:

«لمن هذه؟» فقالوا: اكتراها فلان. فقال: «أما إنّه لو منحها إيّاه كان خيرا له من أن يأخذ عليها أجرا معلوما» ) * «٦» .

٥٩-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: بينما نحن في سفر مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، إذ جاء رجل على راحلة له، قال: فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له» . قال: فذكر من أصناف المال ما ذكر حتّى رأينا أنّه لا حقّ لأحد منّا في فضل) * «٧» .

٦٠-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: كانت لرجال منّا فضول أرضين، فقالوا: نؤاجرها بالثّلث والرّبع والنّصف، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه، فإن أبى فليمسك أرضه» ) * «٨» .

٦١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من أصبح منكم اليوم صائما؟» قال أبو بكر- رضي الله عنه- أنا. قال: «فمن تبع منكم اليوم جنازة؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟» قال أبو بكر: أنا. قال: «فمن عاد منكم اليوم مريضا؟» قال أبو بكر: أنا. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما اجتمعن في امرىء إلّا دخل الجنّة» ) * «٩» .

٦٢-* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا حسد إلّا في اثنتين:

رجل آتاه الله مالا فسلّطه على هلكته في الحقّ «١٠» ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلّمها» ) * «١١» .


(١) ثلطت: ثلط البعير إذا ألقى رجيعا سهلا رقيقا.
(٢) أي نعم المال صاحبا للمسلم.
(٣) وقع في رواية مسلم «وإنه من يأخذه بغير حقه» والضمير عائد على المال، أما هنا، فإن ضمير المؤنث يرجع إلى الخضرة الحلوة (أي الدنيا) .
(٤) البخاري- الفتح ٦ (٢٨٤٢) واللفظ له. ومسلم (١٠٥٢) .
(٥) البخاري- الفتح ٣ (١٤٢٢) .
(٦) البخاري- الفتح ٥ (٢٦٣٤) واللفظ له. ومسلم (١٥٥٠) .
(٧) مسلم (١٧٢٨)
(٨) البخاري- الفتح ٥ (٢٦٣٢) واللفظ له. ومسلم (١٥٣٦) .
(٩) مسلم (١٠٢٨) .
(١٠) أي أنفقه في أوجه الخير المتعددة.
(١١) البخاري- الفتح ٣ (١٤٠٩) ومسلم (٨١٦) متفق عليه.