للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل النّار. فيقول أهل النّار: ما أغنى عنكم أنّكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئا. فيقول الجبّار: فبعزّتي لأعتقنّهم من النّار. فيرسل إليهم فيخرجون من النّار قد امتحشوا «١» فيدخلون الجنّة في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبّة في غثاء السّيل، ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتقاء الله فيذهب بهم فيدخلون الجنّة فيقول لهم أهل الجنّة: هؤلاء الجهنّميّون. فيقول الجبّار بل هؤلاء عتقاء الجبّار عزّ وجلّ» ) * «٢» .

٩-* (عن عمرو بن الجموح- رضي الله عنه- أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا يحقّ العبد حقّ صريح الإيمان حتّي يحبّ لله ويبغض لله، فإذا أحبّ لله- تبارك وتعالى- وأبغض لله- تبارك وتعالى- فقد استحقّ الولاء من الله، وإنّ أوليائي من عبادي وأحبّائي من خلقي الّذين يذكرون بذكري، وأذكر بذكرهم) * «٣» .

١٠-* (عن فضالة بن عبيد- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجّة الوداع: سأخبركم من المسلم. من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه النّاس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذّنوب، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله» ) * «٤» .

١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أيّها النّاس، إنّ الله طيّب لا يقبل إلّا طيّبا. وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. فقال: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (المؤمنون/ ٥١) . وقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ (البقرة/ ١٧٢) . ثمّ ذكر: الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر يمدّ يديه إلى السّماء. يا ربّ يا ربّ ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذّي بالحرام، فأنّى يستجاب لذلك» ) * «٥» .

١٢-* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثمّ شهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله، فذلك قوله* (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ

» ) * «٦» .

١٣-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أهل الجنّة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدّرّيّ «٧» الغابر


(١) امتحشوا: أي احترقوا، من المحش بمعنى احتراق الجلد وظهور العظم كما في النهاية (٤/ ٣٠٢) .
(٢) أحمد (٣/ ١٤٤) . وله شاهد عند الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٦٠) : رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٢٥٣٦) .
(٣) أحمد (٣/ ٤٣٠) واللفظ له، ولأحمد أيضا (٤/ ٢٨٦) عن البراء: «إنّ أوسط عرى الإيمان أن تحبّ في الله وتبغض في الله» . وشرح السنة للبغوي (١/ ٣٩، ٤٠) .
(٤) ابن منده (١/ ٤٥٢) حديث (٣١٥) وقال مخرجه: حسن. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٣٦٨) واللفظ متفق عليه عندهما، وعزاه للبزار والطبراني في الكبير.
(٥) مسلم (١٠١٥) .
(٦) البخاري- الفتح ٣ (١٣٦٩) . وهو جزء من حديث البراء الطويل في سؤال القبر. وجزء من الاية/ ٢٧ من سورة إبراهيم.
(٧) الكوكب الدري: الكوكب العظيم المضيء.