للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ريح الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك. وآمركم بالصّدقة؛ فإنّ مثل ذلك كمثل رجل أسره العدوّ، فأوثقوا يده إلى عنقه وقدّموه ليضربوا عنقه، فقال أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم.

وآمركم أن تذكروا الله؛ فإنّ مثل ذلك كمثل رجل خرج العدوّ في أثره سراعا حتّى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشّيطان إلّا بذكر الله. قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهنّ: السّمع والطّاعة والجهاد والهجرة والجماعة. فإنّه من فارق الجماعة قيد شبر «١» فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلّا أن يرجع، ومن ادّعى دعوى الجاهليّة فإنّه من جثا «٢» جهنّم» ، فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلّى وصام؟ قال: «وإن صلّى وصام، فادعوا بدعوى الله الّذي سمّاكم المسلمين المؤمنين عباد الله» ) * «٣» .

١٨-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيّه من أهل الأرض، فصبر واحتسب وقال ما أمر به بثواب دون الجنّة» ) * «٤» .

١٩-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله لا يظلم مؤمنا حسنة. يعطى بها في الدّنيا ويجزى بها في الاخرة. وأمّا الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدّنيا حتّى إذا أفضى «٥» إلى الاخرة لم يكن له حسنة يجزى بها» ) * «٦» .

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير، فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبّة من إيمان إلّا قبضته» ) * «٧» .

٢١-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّ ناسا في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالوا: يا رسول الله هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «نعم» قال: «هل تضارّون في رؤية الشّمس بالظّهيرة صحوا ليس معها سحاب؟ وهل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب؟» قالوا: لا. يا رسول الله، قال: «ما تضارّون في رؤية الله- تبارك وتعالى- يوم القيامة إلّا كما تضارّون في رؤية أحدهما «٨» . إذا كان


(١) قيد شبر: أي قدر شبر، ويقال قيد رمح أي قدر رمح.
(٢) جثا جهنم: يقال بالحاء المهملة من حثا: إذا عزف وضم، ويقال بالجيم جثا: جمع جثوة وهي الشيء المجموع (انظر النهاية ١/ ٢٣٩) .
(٣) الترمذي (٢٨٦٣) وقال: حديث حسن صحيح. وابن منده في الإيمان (١/ ٣٧٦، ٣٧٧) حديث (٢١٢) . وابن خزيمة (٣/ ١٩٥) .
(٤) النسائي (٤/ ٢٣) وقال محقق جامع الأصول (٦/ ٤٣٤) إسناده حسن.
(٥) أفضى إلى الاخرة: أي صار إليها.
(٦) مسلم (٢٨٠٨) .
(٧) مسلم (١١٧) .
(٨) ما تضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما: معناه لا تضارون أصلا كما لا تضارون في رؤيتهما أصلا.