للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٧-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت قلت يا رسول الله، إنّي لأعلم أشدّ آية في القرآن.

قال: «أيّة آية يا عائشة؟» قالت: قول الله تعالى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ (النساء/ ١٢٣) قال: «أما علمت يا عائشة أنّ المؤمن تصيبه النّكبة أو الشّوكة فيكافأ بأسوأ عمله ومن حوسب عذّب» قالت: أليس الله يقول: فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (الانشقاق/ ٨) قال: «ذاكم العرض، يا عائشة من نوقش الحساب عذّب» ) * «١» .

٣٨-* (عن سفيان بن عبد الله الثّقفيّ- رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: «قل آمنت بالله فاستقم» ) * «٢» .

٣٩-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قيل يا رسول الله أيّ النّاس أفضل؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله» . قال: ثمّ من؟ قال: «مؤمن في شعب «٣» من الشّعاب يتّقي الله ويدع النّاس من شرّه» ) * «٤» .

٤٠-* (عن صهيب- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «كان ملك فيمن كان قبلكم.

وكان له ساحر. فلمّا كبر قال للملك، إنّي قد كبرت فابعث إليّ غلاما أعلّمه السّحر. فبعث إليه غلاما يعلّمه، فكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه. فكان إذا أتى السّاحر مرّ بالرّاهب وقعد إليه. فإذا أتى السّاحر ضربه. فشكا ذلك إلى الرّاهب. فقال: إذا خشيت السّاحر فقل:

حبسني أهلي. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني السّاحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابّة عظيمة قد حبست النّاس. فقال: اليوم أعلم السّاحر أفضل أم الرّاهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الرّاهب أحبّ إليك من أمر السّاحر فاقتل هذه الدّابّة، حتّى يمضي النّاس. فرماها فقتلها، ومضى النّاس.

فأتى الرّاهب فأخبره، فقال له الرّاهب: أي بنيّ! أنت اليوم أفضل منّي، قد بلغ من أمرك ما أرى. وإنّك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدلّ عليّ. وكان الغلام يبرأ الأكمه والأبرص ويداوي النّاس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة. فقال: ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني.

فقال: إنّي لا أشفي أحدا، إنّما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فامن بالله، فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس. فقال له الملك:

من ردّ عليك بصرك؟ قال: ربّي. قال: ولك ربّ غيري؟! قال: ربّي وربّك الله. فأخذه فلم يزل يعذّبه حتّى دلّ على الغلام. فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بنيّ! قد بلغ من سحرك ما تبرأ الأكمه «٥» والأبرص وتفعل وتفعل؟. فقال: إنّي لا أشفي


(١) أبو داود (٣٠٩٣) . وروى البخاري بعضه في الفتح ٨ (٤٩٣٩) . ومسلم رقم (٢٨٧٦) وانظر «جامع الأصول» (٢/ ١١٢) .
(٢) مسلم (٣٨) .
(٣) الشعب: الوادي بين الجبلين.
(٤) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٩٤) . واللفظ لابن منده في الإيمان (٢/ ٤٠٣) حديث (٢٤٧) .
(٥) الأكمه: الذي خلق أعمى.