للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلّا الله مستيقنا بها قلبه فبشّره بالجنّة» ... الحديث) * «١» .

٤٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنّة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصّلاة دعي من باب الصّلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصّيام دعي من باب الرّيّان ومن كان من أهل الصّدقة دعي من باب الصّدقة. فقال أبو بكر- رضي الله عنه-:

بأبي أنت وأمّي يا رسول الله. ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة «٢» فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلّها؟ قال: «نعم. وأرجو أن تكون منهم» ) * «٣» .

٥٠-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه-:

أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته منكّسا رأسه، فقال له: ما شأنك؟ فقال: شرّ.

كان يرفع صوته فوق صوت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقد حبط عمله وهو من أهل النّار، فأتى الرّجل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبره أنّه قال: كذا وكذا، فرجع إليه المرّة الاخرة ببشارة عظيمة، فقال: اذهب إليه فقل له: إنّك لست من أهل النّار، ولكنّك من أهل الجنّة» ) * «٤» .

٥١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيّد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «ماذا عندك يا ثمامة؟» . فقال: عندي يا محمّد خير، إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى كان بعد الغد فقال: «ما عندك يا ثمامة» قال: ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى كان من الغد فقال: «ماذا عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أطلقوا ثمامة» ، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثمّ دخل المسجد فقال:

أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، يا محمّد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه كلّها إليّ، والله ما كان من دين أبغض إليّ من دينك فأصبح دينك أحبّ الدّين كلّه إليّ، والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك فأصبح بلدك أحبّ البلاد كلّها إليّ، وإنّ خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ «فبشّره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمره أن يعتمر» ، فلمّا قدم مكّة قال له قائل: أصبوت «٥» ؟ فقال: لا ولكنّي أسلمت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتّى يأذن فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) * «٦» .


(١) مسلم (٣١) وللحديث بقية.
(٢) من ضرورة: أي من ضرر.
(٣) البخاري- الفتح ٤ (١٨٩٧) . ومسلم (١٠٢٧) واللفظ له.
(٤) البخاري- الفتح ٨ (٤٨٤٦) واللفظ له. ومسلم (١١٩) .
(٥) أي رجعت عن دين آبائك وأجدادك.
(٦) مسلم (١٧٦٤) .