للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبل؟» قال: نعم. قال: «فما ألوانها؟» قال: حمر، قال:

«هل فيها من أورق؟» قال: إنّ فيها لورقا «١» ، قال:

«فأنّى أتاها ذلك؟» قال: عسى أن يكون نزعه عرق، قال: «وهذا عسى أن يكون نزعه عرق» ) * «٢» .

٧-* (عن سهل بن سعد السّاعديّ قال: جاء عويمر العجلانيّ إلى عاصم بن عديّ فقال: أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فيقتله، أتقتلونه به؟ سل لي يا عاصم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسأله فكره النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المسائل وعابها، فرجع عاصم فأخبره أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كره المسائل، فقال عويمر: والله لاتينّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فجاء وقد أنزل الله تعالى القرآن خلف عاصم، فقال له: «قد أنزل الله فيكم قرآنا، فدعا بهما فتقدّما فتلاعنا، ثمّ قال عويمر: كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها، ففارقها، ولم يأمره النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بفراقها، فجرت السّنّة في المتلاعنين، وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنظروها فإن جاءت به أحمر قصيرا مثل وحرة «٣» فلا أراه إلّا قد كذب، وإن جاءت به أسحم «٤» أعين ذا أليتين فلا أحسب إلّا قد صدق عليها، فجاءت به على الأمر المكروه» ) * «٥» .

٨-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: خرجت جارية عليها أوضاح «٦» بالمدينة، قال:

فرماها يهوديّ بحجر، قال: فجيء بها إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وبها رمق، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فلان قتلك؟» فرفعت رأسها. فأعاد عليها قال: «فلان قتلك؟» فرفعت رأسها. فقال لها الثّالثة: «فلان قتلك؟» فخفضت رأسها، فدعا به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقتله بين الحجرين) * «٧» .

٩-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

دخلت عليّ عجوزان من عجز يهود المدينة فقالتا لي:

إنّ أهل القبور يعذّبون في قبورهم، فكذّبتهما، ولم أنعم أن أصدّقهما فخرجتا. ودخل عليّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلت: يا رسول الله إنّ عجوزين ... وذكرت له. فقال: «صدقتا إنّهم يعذّبون عذابا تسمعه البهائم كلّها» فما رأيته بعد في صلاة إلّا يتعوّذ من عذاب القبر) * «٨» .

١٠-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: نهينا أن نسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن شيء. فكان يعجبنا أن يجيء الرّجل من أهل البادية، العاقل فيسأله ونحن نسمع. فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمّد أتى رسولك فزعم لنا أنّك تزعم أنّ الله


(١) الورق: جمع أورق وهو من الإبل: الذي في لونه بياض إلى سواد وهو أطيب الإبل لحما. الصحاح (٤/ ١٥٦٥) .
(٢) البخاري- الفتح ٩ (٥٣٠٥) ، ومسلم (١٥٠٠) واللفظ له.
(٣) الوحرة: دويبة حمراء تلزق بالأرض كالعظاء والجمع وحر. الصحاح (٢/ ٨٤٤) .
(٤) الأسحم: الأسود، والأعين واسع العين وجمعه عين ومنه قيل لبقر الوحش عين، وللثور أعين، والبقرة عيناء. الصحاح (٦/ ٢١٧٢) .
(٥) البخاري- الفتح ١٣ (٧٣٠٤) ، ومسلم (١٤٩٢) .
(٦) أوضاح: حلي لها من قطع فضة ذكر أهل اللغة أن الفضة تسمى وضحا لبياضها، ويجمع على أوضاح.
(٧) البخاري- الفتح ١٢ (٦٨٧٧) ، ومسلم (١٦٧٢) .
(٨) البخاري- الفتح ١١ (٦٣٦٦) ، ومسلم (٩٠٣) .