للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة «١» » ، ثمّ يقول: «أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه «٢» ، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ»

) * «٤» .

١٢-* (وعن عليّ أو عن الزّبير- رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطبنا فيذكّرنا بأيّام الله حتّى يعرف ذلك في وجهه وكأنّه نذير قوم يصبّحهم الأمر غدوة وكان إذا كان حديث عهد بجبريل لم يبتسم ضاحكا حتّى يرتفع) * «٥» .

١٣-* (عن أبي موسى- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مثلي ومثل ما بعثني الله كمثل رجل أتى قوما فقال: رأيت الجيش بعيني، وإنّي أنا النّذير العريان، فالنّجاء النّجاء، فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا، وكذّبته طائفة فصبّحهم الجيش فاجتاحهم» ) * «٦» .

١٤-* (عن النّعمان- رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب يقول: أنذركم النّار أنذركم النّار حتّى لو أنّ رجلا كان بالسّوق لسمعه من مقامي هذا، قال: «حتّى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه» ، وفي رواية وسمع أهل السّوق صوته وهو على المنبر) * «٧» .


يقال: فلان، حسن الهدي، أي الطريقة والمذهب. ومنه: اهتدوا بهدي عمار، وأما على رواية الضم فمعناه الدلالة والإرشاد، قال العلماء: لفظ الهدى له معنيان: أحدهما بمعنى الدلالة والإرشاد، وهو الذي يضاف إلى الرسل والقرآن والعباد، وقال الله تعالى وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ، هُدىً لِلْمُتَّقِينَ، ومنه قوله تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ أي بينا لهم الطريق. ومنه قوله تعالى: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ، وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ. والثاني بمعنى اللطف والتوفيق والعصمة والتأييد وهو الذي تفرد الله به، ومنه قوله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ.
(١) وكل بدعة ضلالة: هذا عام مخصوص، والمراد غالب البدع، قال أهل اللغة: هي كل شيء عمل على غير مثال سابق.
(٢) أنا أولى بكل مؤمن من نفسه: هو موافق لقول الله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ أي أحق.
(٣) ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ: قال أهل اللغة: الضياع، بفتح الضاد، العيال، قال ابن قتيبة: أصله مصدر ضاع يضيع ضياعا، والمراد ترك أطفالا وعيالا ذوي ضياع. فأوقع المصدر موضع الاسم.
(٤) مسلم (٨٦٧) .
(٥) أحمد (١/ ١٦٧) ، ومسند أبي يعلى (١/ ٣٢٤) / (٦٧٣) ، والهيثمي في المجمع (٢/ ١٨٨) ، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه وأبو يعلى عن الزبير وحده ورجاله رجال الصحيح. وذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم (٢٢٨) . وصححه الشيخ أحمد شاكر في المسند (٣/ ٢٢) برقم (١٤٣٧) .
(٦) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٨٢) .
(٧) الهيثمي في المجمع (٢/ ١٨٧) ، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وهو في المسند (٤/ ٢٦٧) .