للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وآداب اللسان» وغيرها مما يتضمن محمود الأخلاق ومذمومها «١» ، وتمتاز هذه المصنفات بالوحدة الموضوعية، وجودة الترتيب، ونسبة الآثار والأقوال لأصحابها. مع الاعتناء الكامل بذكر الشواهد من القرآن الكريم والحديث الشريف.

٨- الإمام النسائي (ت ٣٠٣ هـ) ، ويعد كتابه «عمل اليوم والليلة» من أهم المساهمات التي قدمها علماء الحديث في الميدان الأخلاقي، إذ تضمن صفة الذكر في الصباح والمساء، ثم تناول جزئيات الحياة اليومية من صلاة وصيام وجهاد والوضوء ودخول المسجد، والبيع والشراء، وعيادة المرضى وغير ذلك مما يتناول تفصيل الحياة اليومية، الفردية والأسرية والاجتماعية، والكتاب في الواقع هو معجم للمثل والقيم الإسلامية.

٩- أبو بكر الخرائطي (ت ٣٢٧ هـ) وأبرز مؤلفاته كتابان: أحدهما «مكارم الأخلاق ومعاليها» والثاني «مساوىء الأخلاق ومذمومها وطرائق مكروهها» وكما يتضح من عنوان الكتابين أنهما يعنيان بسلوك المسلم إن إيجابا باتباع الأخلاق الحميدة المأمور بها، وإن سلبا باجتناب الأخلاق المذمومة المنهي عنها.

١٠- أبو بكر الآجري (ت ٣٦٠ هـ) ، وله في المجال الأخلاقي مصنفات عديدة منها: «أخلاق حملة القرآن» ، و «أخلاق العلماء» ، و «أدب النفس» ، و «كتاب أهل البر والتقوى» ، و «كتاب التوبة» ، و «كتاب التهجد» ، وغيرها كثير، وقد أجمل في هذه الكتب الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها العلماء وحملة القرآن والمسلمين بوجه عام.

١١- ابن السني (ت ٣٦٤ هـ) وله كتاب «عمل اليوم والليلة» ويتضمن (مثل كتاب النسائي) قواعد السلوك الخلقي للمسلم في يومه وليلته، ومن ثم في حياته كلها.

١٢- أبو طالب المكي (ت ٣٨٦ هـ) وفي كتابه «قوت القلوب» آداب أخلاقية عديدة كالأخوة والصداقة والمودة والمحبة، كما تناول الأخلاق الأسرية والتوافق العائلي وغيرها، وقد تأثر مكي بالمحاسبي تأثرا كبيرا، كما أثر في فكر الغزالي خاصة في «إحياء علوم الدين» «٢» .

١٣- أبو عبد الله الحليمي (ت ٤٠٣ هـ) وقد تناول الأخلاق من منظور شعب الإيمان في كتابه «المنهاج في شعب الإيمان» ضم سبعة وسبعين بابا، وقد اكتفى بذكر متون الأحاديث الواردة في كل شعبة، كما ذكر الآثار، وكان من دوافعه لتأليف هذا الكتاب ما رآه من اشتغال جمهور الناس عن العلوم بالتبقر (التوسع) في الأهل والمال، والتهافت في الحرام والحلال والتنافس في رتب الدنيا، والتغافل عن درج الآخرة» «٣» .


(١) انظر في مصنفات ابن أبي الدنيا مقدمة تحقيق كتابه: الصمت وآداب اللسان للأستاذ نجم عبد الرحمن خلف (بيروت: ١٤٠٦ هـ) ، ص ١٩ وما بعدها.
(٢) يرجع في تأثر مكي بن أبي طالب وتأثيره مقدمة كتاب العقل وفهم القرآن للمحاسبي التي كتبها حسين القوتلي ص ٨٦- ٩١، ومقدمة قوت القلوب التي كتبها عبد المنعم الحفني ص ٥- ٢٢.
(٣) ينظر في أهداف التأليف مقدمة الحليمي للمنهاج، ت. حلمي فوده، ص ٣- ١٥.