للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يغفر ذنبا، ويفرّج كربا، ويرفع قوما، ويخفض آخرين» ) * «١» .

١٢-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا كربه أمر، يقول: يا حيّ يا قيّوم، برحمتك أستغيث) * «٢» .

١٣-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: كنت رديف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «يا غلام، أو يا غليّم، ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهنّ؟» فقلت:

بلى. فقال: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إليه في الرّخاء يعرفك في الشّدّة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. قد جفّ القلم بما هو كائن. فلو أنّ الخلق كلّهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضرّوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، واعلم أنّ في الصّبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأنّ النّصر مع الصّبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسرا» ) * «٣» .

١٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لقد رأيتني في الحجر، وقريش تسألني عن مسراي. فسألتني عن أشياء من بيت المقدّس لم أثبتها «٤» . فكربت كربة ما كربت مثله قطّ «٥» .

قال فرفعه الله لي أنظر إليه. ما يسألوني عن شيء إلّا أنبأتهم به. وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء. فإذا موسى قائم يصلّي، فإذا رجل ضرب»

جعد كأنّه من رجال شنوءة. وإذا عيسى ابن مريم عليه السّلام قائم يصلّي.

أقرب النّاس به شبها عروة بن مسعود الثّقفيّ. وإذا إبراهيم عليه السّلام قائم يصلّي. أشبه النّاس به صاحبكم (يعني نفسه) فحانت الصّلاة فأممتهم. فلمّا فرغت من الصّلاة قال قائل: يا محمّد هذا مالك صاحب النّار فسلّم عليه. فالتفتّ إليه فبدأني


(١) ابن ماجة (٢٠٢) واللفظ له، وقال الزوائد: إسناده حسن. وقال الحافظ ابن حجر (٨/ ٤٩٠) : وأصله البخاري في التاريخ وابن حبان في الصحيح وابن ماجة وابن أبي عاصم والطبراني عن أبي الدرداء مرفوعا وغير هؤلاء موقوف عند البخاري تعليقا- انظر الفتح (٨/ ٤٨٧) تفسير سورة الرحمن.
(٢) أخرجه الترمذي (٣٥٢٤) واللفظ له قال محقق جامع الأصول (٤/ ٢٩٦) بعد تخريجه: قال الحافظ في تخريج الأذكار بعد ذكر حديث الترمذي هذا: وقد وقع لنا حديث أنس من وجه آخر أقوى من هذا لكنه مختصر، ثم أخرجه من طريقين، وقال بعد ذلك: حديث صحيح أخرجه ابن خزيمة، وله شاهد من حديث علي- رضي الله عنه-.
(٣) الترمذي (٢٥١٨) مختصرا. وقال محقق جامع الأصول (١١/ ٦٨٦) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وهو كما قال. ورواه أحمد في المسند وصححه الشيخ أحمد شاكر رقم (٢٦٦٩) و (٢٧٦٣) و (٢٨٠٤) وهذا لفظه.
(٤) لم أثبتها: أي لم أحفظها ولم أضبطها لاشتغالي بأهم منها.
(٥) فكربت كربة ما كربت مثله قط: الضمير في مثله يعود على معنى الكربة، وهو الكرب أو الغم أو الهم أو الشيء. قال الجوهري: الكربة الغم الذي يأخذ بالنفس. وكذلك الكرب. وكربه الغم اذا اشتد عليه.
(٦) الرّجل الضّرب: أي الرجل الماضي النافذ، قال طرفة:
أنا الرجل الضّرب الذي تعرفونه ... خشاش كرأس الحيّة المتوقّد
(الصحاح ١/ ١٦٨) .