للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد. فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتّى استشهدت. قال كذبت. ولكنّك قاتلت لأن يقال جريء. فقد قيل. ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار. ورجل تعلّم العلم وعلّمه وقرأ القرآن. فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلّمت العلم وعلّمته وقرأت فيك القرآن.

قال: كذبت ولكنّك تعلّمت العلم ليقال عالم. وقرأت القرآن ليقال هو قارئ. فقد قيل. ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار. ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كلّه. فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها إلّا أنفقت فيها لك. قال:

كذبت ولكنّك فعلت ليقال هو جواد. فقد قيل. ثمّ أمر به فسحب على وجهه ثمّ ألقي في النّار» ) * «١» .

٢٠-* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه- قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن نقترئ، فقال:

«الحمد لله، كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر، وفيكم الأبيض، وفيكم الأسود، اقرءوه قبل أن يقرأه أقوام يقيمونه كما يقام السّهم، يتعجّل أجره ولا يتأجّله» ) * «٢» .

٢١-* (عن مسروق قال: ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو فقال: ذاك رجل لا أزال أحبّه بعد ما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل» . قال: لا أدري، بدأ بأبيّ أو بمعاذ) * «٣» .

٢٢-* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها- سألها يعلى بن مملك عن قراءة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصلاته؟ فقالت: ما لكم وصلاته؟ ثمّ نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسّرة حرفا حرفا. هذه رواية النّسائي. وفي رواية التّرمذيّ؛ قالت: ما لكم وصلاته؟ كان يصلّي ثمّ ينام قدر ما صلّى، ثمّ يصلّي قدر ما نام، ثمّ ينام قدر ما صلّى، حتّى يصبح، ثمّ نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسّرة حرفا حرفا.

وللتّرمذيّ من رواية ابن أبي مليكة- رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقطّع قراءته؛ ولأحمد من رواية ابن أبي مليكة قال: قالت: كان يقطّع قراءته آية آية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ* الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) * «٤» .

٢٣-* (عن المسور بن مخرمة وعبد الرّحمن ابن عبد القاريّ حدّثاه أنّهما سمعا عمر بن الخطّاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في


(١) مسلم (١٩٠٥) .
(٢) أبو داود (٨٣١) واللفظ له وقال الألباني (١/ ١٥٧) : حسن صحيح، نحوه عند الترمذي (٢٩١٨) وقال الهيثمي في المجمع: رجاله ثقات.
(٣) البخاري- الفتح ٧ (٣٧٥٨) واللفظ له. ومسلم (٢٤٦٤) .
(٤) الترمذي رقم (٢٩٢٣) . وأبو داود رقم (١٤٦٦) . وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. وأخرجه أحمد في المسند (٦/ ٣٠٢) . واللفظ بعضه للترمذي وبعضه لأبي داود وبعضه لأحمد. وأخرجه الطحاوي (١/ ١١٧) ، والحاكم (١/ ١٣٢) من طرق أخرى.