للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٩-* (عن عاصم الأحول قال: قيل لأنس ابن مالك: بلغك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا حلف في الإسلام؟» فقال أنس: قد حالف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين قريش والأنصار في داره) * «١» .

٢٠-* (عن عروة عن المسور بن مخرمة أنّه كان في الشّرط: من أحبّ أن يدخل في عقد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعهده فليدخل، ومن أحبّ أن يدخل في عقد قريش وعهدهم فليدخل، فدخلت بنو بكر- أي ابن عبد مناة بن كنانة- في عهد قريش، ودخلت خزاعة في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال ابن إسحاق: وكان بين بني بكر وخزاعة حروب وقتلى في الجاهليّة، فتشاغلوا عن ذلك لمّا ظهر الإسلام، فلمّا كانت الهدنة خرج نوفل بن معاوية الدّيليّ من بني بكر في بني الدّيل حتّى بيّت «٢» خزاعة على ماء لهم يقال له الوتير، فأصاب منهم رجلا يقال له منبّه، واستيقظت لهم خزاعة فاقتتلوا إلى أن دخلوا الحرم ولم يتركوا القتال، وأمدّت قريش بني بكر بالسّلاح، وقاتل بعضهم معهم ليلا في خفية، فلمّا انقضت الحرب خرج عمرو بن سالم الخزاعيّ، حتّى قدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو جالس في المسجد فقال:

يا ربّ إنّي ناشد محمّدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا

فانصر هداك الله نصرا أيّدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا

إنّ قريشا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكّدا

هم بيّتونا بالوتير هجّدا ... وقتّلونا ركّعا وسجّدا

وزعموا أن لست أدعو أحدا ... وهم أذّلّ وأقلّ عددا

قال ابن إسحق: فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«نصرت يا عمرو بن سالم» فكان ذلك ما هاج فتح مكّة) * «٣» .

٢١-* (عن أبي إسحاق قال: قال رجل للبراء: يا أبا عمارة أفررتم يوم حنين؟ قال: لا والله ما ولّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّه خرج شبّان أصحابه «٤» وخفافهم «٥» حسّرا «٦» ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح، فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم «٧» جمع هوازن وبني نضر، فرشقوهم رشقا «٨» ما


(١) مسلم (٢٥٢٩) .
(٢) بيّت: أي أتاهم بياتا أي ليلا.
(٣) فتح الباري (٧/ ص ٥٩٣) ، وقال ابن حجر في الفتح: وقد روى البزار من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة بعض الأبيات المذكورة في هذه القصة، وهو إسناد حسن موصول.
(٤) شبان أصحابه: جمع شاب كواحد ووحدان.
(٥) خفافهم: جمع خفيف، كطبيب وأطباء، وهم المسارعون المستعجلون.. في فتح الباري (٦/ ٢٩٣٠) : وأخفافهم.
(٦) حسّرا: جمع حاسر، كساجد وسجّد، أي بغير دروع، وقد فسره بقوله: ليس عليهم سلاح، والحاسر من لا درع له ولا مغفر.
(٧) لا يكاد يسقط لهم سهم: يعني أنهم رماة مهرة، تصل سهامهم إلى أغراضهم، كما قال: ما يكادون يخطئون.
(٨) فرشقوهم رشقا: هو بفتح الراء. وهو مصدر. وأما الرّشق بالكسر فهو اسم للسهام التي ترميها الجماعة دفعة واحدة. وضبط القاضي الرواية هنا بالكسر. وضبط غيره بالفتح، وهو الأجود،