للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «تعس «١» عبد الدّينار وعبد الدّرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس «٢» وإذا شيك فلا انتقش «٣» ، طوبى «٤» لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرّة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في السّاقة كان في السّاقة، إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفّع» ) * «٥» .

١٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ربّ أشعث «٦» مدفوع بالأبواب «٧» لو أقسم على الله لأبرّه «٨» » ) * «٩» .

١٤-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:

كانت ناقة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسمّى العضباء، وكانت لا تسبق، فجاء أعرابيّ على قعود له فسبقها، فاشتدّ ذلك على المسلمين، وقالوا: سبقت العضباء. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ حقّا على الله أن لا يرفع شيئا من الدّنيا إلّا وضعه» ) * «١٠» .

١٥-* (عن سراقة بن مالك بن جعشم رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يا سراقة ألا أخبرك بأهل الجنّة وأهل النّار» ؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: «أمّا أهل النّار فكلّ جعظريّ «١١» جوّاظ «١٢» مستكبر، وأمّا أهل الجنّة فالضّعفاء المغلوبون» ) *١» .


(١) تعس: أي انكب وعثر ومعناه الدعاء عليه.
(٢) انتكس: انقلب على رأسه.
(٣) اذا شيك فلا انتقش: أي إذا أصابته شوكة لا يستطيع إخراجها.
(٤) طوبى: شجرة في الجنّة.
(٥) البخاري- الفتح ٦ (٢٨٨٧) .
(٦) أشعث: الأشعث الملبد الشعر المغبر.
(٧) مدفوع بالأبواب: لا قدر له عند الناس.
(٨) لو أقسم على الله لأبره: أي لو حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له بإجابة سؤاله. وهذا لعظم منزلته عند الله.
(٩) مسلم (٢٦٢٢) .
(١٠) البخاري- الفتح ١١ (٦٥٠١) . قال ابن حجر تعليقا على هذا الحديث: فيه إشارة إلى الحثّ على عدم التّرفّع، والحثّ على التّواضع والإعلام بأنّ أمور الدّنيا ناقصة غير كاملة. قال ابن بطّال: فيه هوان الدّنيا على الله، والتّنبيه على ترك المباهاة والمفاخرة، وأنّ كلّ شيء هان على الله فهو في محلّ الضّعة، فحقّ على كلّ ذي عقل أن يزهد فيه، ويقلّل منافسته في طلبه. وقال ابن حجر: فيه أيضا حسن خلق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتواضعه لكونه رضي أنّ أعرابيّا يسابقه. وانظر في هذه التعليقات فتح الباري (١١/ ٣٤٩) .
(١١) الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر.
(١٢) الجواظ: المختال في مشيته.
(١٣) المنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٥٦٣- ٥٦٤) . وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن والحاكم في المستدرك (٤/ ٦١٩) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي.