للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٦-* (عن عبد الله بن عمرو قال: دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «ألم أخبر أنّك تقوم اللّيل وتصوم النّهار؟» قلت: بلى. قال: «فلا تفعل، قم ونم وصم وأفطر، فإنّ لجسدك عليك حقّا، وإنّ لعينك عليك حقّا، وإنّ لزورك «١» عليك حقّا، وإنّ لزوجك عليك حقّا، وإنّك عسى أن يطول بك عمر وإنّ من حسبك أن تصوم كلّ شهر ثلاثة أيّام، فإنّ بكلّ حسنة عشر أمثالها، فذلك الدّهر كلّه» ، قال: فشدّدت فشدّد عليّ قلت: فإنّي أطيق غير ذلك. قال: «فصم من كلّ جمعة ثلاثة أيّام» ، قال: فشدّدت فشدّد عليّ، قلت: إنّي أطيق غير ذلك، قال: «فصم صوم نبيّ الله داود» .

قلت: وما صوم نبيّ الله داود؟ قال: «نصف الدّهر» ) * «٢» .

٣٧-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّها قالت: «دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعندي جاريتان تغنّيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه. ودخل أبو بكر فانتهرني. وقال: مزمارة الشّيطان عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «دعهما» . فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب فيه السّودان بالدّرق والحراب. فإمّا سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإمّا قال: تشتهين تنظرين؟.

فقلت: نعم. فأقامني وراءه خدّي على خدّه وهو يقول: «دونكم يا بني أرفدة» . حتّى إذا مللت قال:

«حسبك؟» قلت: نعم. قال: «فاذهبي» ) * «٣» .

٣٨-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى» ) * «٤» .

٣٩-* (عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السّوائي- رضي الله عنه- أنّه قال: آخى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بين سلمان وأبي الدّرداء، فزار سلمان أبا الدّرداء فرأى أمّ الدّرداء متبذّلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدّرداء ليس له حاجة في الدّنيا. فجاء أبو الدّرداء، فصنع له طعاما، فقال: كل فإنّي صائم. فقال: ما أنا بآكل حتّى تأكل، فأكل. فلمّا كان اللّيل ذهب أبو الدّرداء يقوم، فقال: نم، فنام، ثمّ ذهب يقوم، فقال:

نم، فنام فلمّا كان آخر اللّيل، قال سلمان: قم الآن، قال: فصلّيا. فقال له سلمان: إنّ لربّك عليك حقّا، ولنفسك عليك حقّا، ولأهلك عليك حقّا، فأعط كلّ ذي حقّ حقّه. فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فذكر ذلك له، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «صدق سلمان» ) * «٥» .

٤٠-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع النّاس عليه، وقد ظلّل عليه، فقال: ما له؟

قالوا: رجل صائم. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «ليس من البرّ أن تصوموا في السّفر. عليكم برخصة الله الّذي رخّص لكم» ) * «٦» .


(١) الزور: بفتح الزاي وسكون الواو: الزائر.
(٢) البخاري- الفتح ١٠ (٦١٣٤) .
(٣) البخاري- الفتح ٢ (٩٤٩- ٩٥٠) واللفظ له. ومسلم (٨٩٢) . الزيادة ذكرها الحافظ في الفتح وسكت عنها (٢/ ٤٤٢) . وقال ابن كثير: الزيادة لها شواهد من طرق عدة، التفسير ٣ (١٣٩) .
(٤) البخاري- الفتح ٤ (٢٠٧٦) .
(٥) البخاري- الفتح ١٠ (٦١٣٩) .
(٦) البخاري الفتح ٤ (١٩٤٦) . ومسلم (١١١٥) واللفظ له.