للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سعد بن عبادة، لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسّيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «أتعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير منّي، ومن أجل غيرة الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبّ إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث الله المبشّرين والمنذرين، ولا أحد أحبّ إليه المدحة «١» من الله، ومن أجل ذلك وعد الله الجنّة» ) * «٢» .

١٢-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: جاءت أمّ سليم إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت يا رسول الله علّمني كلمات أدعو بهنّ في صلاتي، قال: «سبّحي الله عشرا، واحمديه عشرا، وكبّريه عشرا، ثمّ سليه حاجتك يقل: نعم نعم» ) * «٣» .

١٣-* (عن رفاعة بن رافع- رضي الله عنه- قال: كنّا يوما نصلّي وراء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا رفع رأسه من الرّكعة قال: «سمع الله لمن حمده» . قال رجل وراءه: ربّنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه. فلمّا انصرف قال: «من المتكلّم؟» قال: أنا. قال: «رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيّهم يكتبها أوّل» ) * «٤» .

١٤-* (عن عمرو بن مالك أنّه سمع فضالة ابن عبيد- رضي الله عنه- صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا يدعو في صلاته لم يمجّد الله تعالى ولم يصلّ على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «عجّل هذا» ، ثمّ دعاه فقال له أو لغيره: «إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد ربّه- جلّ وعزّ- والثّناء عليه ثمّ يصلّي على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ يدعو بعد بما شاء» ) * «٥» .

١٥-* (عن زيد بن ثابت- رضي الله عنه- قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علّمه دعاء وأمره أن يتعاهد به أهله كلّ يوم قال: «قل كلّ يوم حين تصبح لبّيك اللهمّ لبّيك وسعديك، والخير في يديك ومنك وبك وإليك، اللهمّ ما قلت من قول، أو نذرت من نذر، أو حلفت من حلف، فمشيئتك بين يديه، ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، ولا حول ولا قوّة إلّا بك، إنّك على كلّ شيء قدير، اللهمّ وما صلّيت من صلاة فعلى من صلّيت، وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت، إنّك أنت وليّي في الدّنيا والآخرة توفّني مسلما وألحقني بالصّالحين، أسألك اللهمّ الرّضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الممات، ولذّة نظر إلى وجهك، وشوقا إلى لقائك من غير ضرّاء مضرّة، ولا فتنة مضلّة، أعوذ بك اللهمّ أن أظلم أو أظلم، أو أعتدي أو يعتدي عليّ، أو اكتسب خطيئة محبطة أو ذنبا لا يغفر، اللهمّ فاطر


(١) المدحة: المدح، وإذا ثبتت الهاء كسرت الميم، وإذا حذفت فتحت.
(٢) البخاري- الفتح ١٣ (٧٤١٦) واللفظ له. ومسلم (١٤٩٩) .
(٣) النسائي (٣/ ٥١) واللفظ له، وقال الألباني: حسن الإسناد (١/ ٢٧٩) حديث (١٢٣٢) . والترمذي (٤٨١) وقال: حسن غريب. والحاكم (١/ ٣١٧، ٣١٨) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي، وأحمد (٣/ ١٢٠) ، وابن خزيمة (٨٥٠) .
(٤) البخاري- الفتح ٢ (٧٩٩) .
(٥) أبو داود (١٤٨١) ، والترمذي (٣٤٧٧) وقال: هذا حديث حسن صحيح.