للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فارسكم» . فجعلنا ننظر إلى خلال الشّجر في الشّعب، فإذا هو قد جاء حتّى وقف على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّم فقال: إنّي انطلقت حتّى كنت في أعلى هذا الشّعب حيث أمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلمّا أصبحت اطّلعت الشّعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدا، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هل نزلت اللّيلة؟» قال: لا إلّا مصلّيا أو قاضيا حاجة، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قد أوجبت «١» فلا عليك أن لا تعمل بعدها» ) * «٢» .

٢٧-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسيسة «٣» ، عينا «٤» ينظر ما صنعت عير أبي سفيان «٥» ، فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (قال: لا أدري ما استثنى بعض نسائه) قال: فحدّثه الحديث ... ) * «٦» .

٢٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشرة رهط سريّة عينا، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاريّ- جدّ عاصم بن عمر بن الخطّاب- فانطلقوا ... الحديث) * «٧» .

٢٩-* (عن أنس- رضي الله عنه- يقول: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلمّا رأى ما بهم من النّصب والجوع قال: «اللهمّ إنّ العيش عيش الآخره، فاغفر للأنصار والمهاجره» فقالوا مجيبين له:

نحن الّذين بايعوا محمّدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا) * «٨» .

٣٠-* (عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم- يصدّق كلّ واحد منهما حديث صاحبه.

قالا: وخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زمان الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتّى إذا كانوا بذي الحليفة قلّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة، وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش، وسار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى إذا كان بغدير الأشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعيّ، فقال: إنّي قد تركت كعب ابن لؤيّ وعامر بن لؤيّ قد جمعوا لك الأحابش وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت ... الحديث) * «٩» .


(١) أوجبت: أي أتيت بفعل أوجب لك الجنة.
(٢) رواه النسائي، وأبو داود واللفظ له (٢٥٠١) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٤٧٥) : صحيح. والمنذري في الترغيب (٢/ ٢٥١- ٢٥٢) .
(٣) بسيسة: قال القاضي: هكذا هو في جميع النسخ. قال: والمعروف في كتب السيرة: بسبس، وهو ابن عمرو، ويقال: ابن بشر من الأنصار، من الخزرج. ويقال حليف لهم. قلت (أي الإمام النوويّ) : يجوز أن يكون أحد اللفظين اسما له، والآخر لقبا.
(٤) عينا: أي متجسسا ورقيبا.
(٥) عير أبي سفيان: هي الدواب التي تحمل الطعام وغيره. قال في المشارق: العير هي الإبل والدواب تحمل الطعام وغيره من التجارات. قال: ولا تسمى عيرا إلا إذا كانت كذلك. وقال الجوهريّ في الصحاح: العير الإبل تحمل الميرة. جمعها عيرات.
(٦) مسلم (١٩٠١) .
(٧) البخاري- الفتح ٦ (٣٠٤٥) .
(٨) البخاري- الفتح ٧ (٤٠٩٩) .
(٩) أحمد (٤/ ٣٢٨) وهذا لفظه. وهو عند البخاري ومسلم.