للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله فداك أبي وأمّي «١» من هم؟ قال: «هم الأكثرون أموالا. إلّا من قال هكذا وهكذا وهكذا «٢» من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم. ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدّي زكاتها إلّا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه. تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها. كلّما نفدت «٣» أخراها عادت عليه أولاها. حتّى يقضى بين النّاس» ) * «٤» .

٢١-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثا وأمّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض النّاس في إمرته، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «إن كنتم تطعنون في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحبّ النّاس إليّ، وإنّ هذا لمن أحبّ النّاس إليّ بعده» ) * «٥» .

٢٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قال سليمان: لأطوفنّ اللّيلة على تسعين امرأة كلّهنّ تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل: إن شاء الله، فلم يقل:

إن شاء الله. فطاف عليهنّ جميعا، فلم تحمل منهنّ إلّا امرأة واحدة جاءت بشقّ رجل. وأيم الّذي نفس محمّد بيده، لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون» ) * «٦» .

٢٣-* (عن عبد الله بن بريدة قال شكّ عبيد الله بن زياد في الحوض فقال له أبو سبرة- رجل من صحابة عبيد الله بن زياد- فإنّ أباك حين انطلق وافدا إلى معاوية- انطلقت معه فلقيت عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- فحدّثني من فيه إلي فيّ حديثا سمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأملاه عليّ وكتبته قال:

فإنّي أقسمت عليك لما أعرقت هذا البرذون «٧» حتّى تأتيني بالكتاب. قال: فركبت البرذون فركضته «٨» حتّى عرق فأتيته بالكتاب فإذا فيه: حدّثني عبد الله بن عمرو بن العاص أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله يبغض الفحش والتّفحّش والّذي نفس محمّد بيده لا تقوم السّاعة حتّى يخوّن الأمين ويؤتمن الخائن، حتّى يظهر الفحش والتّفحّش وقطيعة الأرحام وسوء الجوار، والّذي نفس محمّد بيده إنّ مثل المؤمن لكمثل القطعة من الذّهب نفخ عليها صاحبها فلم تغيّر ولم تنقص، والّذي نفس محمّد بيده إنّ مثل المؤمن لكمثل النّحلة أكلت طيّبا ووضعت طيّبا ووقعت فلم تكسر ولم تفسد» . قال: «وقال: ألا إنّ لي حوضا ما بين


(١) فداك أبي وأمي: بفتح الفاء في جميع النسخ. لأنه ماضي خبر بمعنى الدعاء. ويحتمل كسر الفاء والقصر لكثرة الاستعمال. أي يفديك أبي وأمي وهما أعز الأشياء عندي.
(٢) إلّا من قال هكذا وهكذا وهكذا: أي إلا من أشار بيده إلى الجوانب في صرف ماله إلى وجوه الخير. فالقول مجاز عن الفعل.
(٣) كلما نفدت: نفدت بالدال المهملة. ونفذت بالذال المعجمة وفتح الفاء. وكلاهما صحيح.
(٤) البخاري- الفتح ١١ (٦٦٣٨) . مسلم (٩٩٠) واللفظ له.
(٥) البخاري- الفتح ١١ (٦٦٢٧) .
(٦) البخاري- الفتح ١١ (٦٦٣٩) واللفظ له. مسلم (١٦٥٤) .
(٧) البرذون: الدابّة.
(٨) فركضته: أجريته.