للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١- الولد، وهو الأصل وله وضع النّكاح والمقصود به إبقاء النّسل «١» .

٢- كسر الشّهوة، والمراد التّحصّن من الشّيطان، وكسر التّوقان ودفع غوائل الشّهوة، وغضّ البصر وحفظ الفرج.

٣- ترويح النّفس وإيناسها بالمجالسة والنّظر ونحوهما إراحة وتقوية لها على العبادة، ذلك أنّ النّفس ملول، وهي عن الحقّ نفور، لأنّه على خلاف طبعها، فلو كلّفت المداومة بالإكراه على ما يخالفها جمحت، وإذا روّحت في بعض الأوقات قويت ونشطت، وفي الاستئناس بالنّساء من الاستراحة ما يزيل الكره ويروّح القلب، وينبغي أن يكون لنفوس المتّقين استراحات بالمباحات، ولذلك قال تعالى: لِيَسْكُنَ إِلَيْها (الأعراف/ ١٨٩) . وقال عليّ- رضي الله عنه-:

روّحوا القلوب ساعة فإنّها إذا أكرهت عميت.

٤- في الزّواج تفريغ القلب عن تدبير المنزل وتهيئة أسباب المعيشة ولو تكفّل المرء بجميع أشغال المنزل لضاع أكثر أوقاته، ولم يتفرّغ للعلم والعمل، والمرأة الصّالحة عون على الدّين بهذه الطّريق.

٥- مجاهدة النّفس ورياضتها بالرّعاية والولاية والقيام بحقوق الأهل، والصّبر على أخلاقهنّ والسّعي في إصلاحهنّ وإرشادهنّ إلى طريق الدّين، ورعايتهنّ، وهذه كلّها أعمال عظيمة الفضل لما فيها من الرّعاية والولاية، والأهل والولد رعيّة، وفضل الرّعاية عظيم، ولا يحترز منها إلّا من خاف القصور عن القيام بحقّها «٢» .

وقال السّفارينيّ: النّكاح مأمور به شرعا، وهو مستحسن وضعا وطبعا؛ لأنّ به بقاء النّسل وعمار الدّنيا، وعبادة الله، والقيام بالأحكام، وهو سنّة لذي شهوة ولا يخاف الزّنا ولو كان فقيرا، والاشتغال به أفضل من التّخلّي لنوافل العبادة، ويباح لمن لا شهوة له، ويجب على من يخاف الزّنا رجلا كان أو امرأة، علما كان الخوف أو ظنّا، وهو مقدّم على الحجّ الواجب كما نصّ عليه الإمام أحمد بن حنبل، وتعرض الكراهية للنّكاح إذا كان النّاكح غير ذي شهوة لأنّه يمنع من تزوّجها من الإحصان (العفّة) بغيره، ويضرّها بحبسها على نفسه «٣» .

[للاستزادة: انظر صفات: الاستقامة- الإيمان- الحياء- الشرف- العفة- الحجاب- النزاهة- الغيرة- غض البصر- الوقاية- المراقبة- الخوف- تعظيم الحرمات.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: الزنا- الدياثة- اتباع الهوى- الأذى- التبرج- إطلاق البصر- التفريط والإفراط- الغي والإغواء- الفحش- الفجور] .


(١) ذكر الغزالي (إحياء علوم الدين ٢/ ٢٤) للولد من أنواع القربة ما يلي: ١- موافقة محبة الله بالسعي في تحصيل الولد لإبقاء جنس الإنسان. ٢- طلب محبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم في التكثير من مباهاته الأمم. ٣- طلب التبرك بدعاء الولد الصالح بعده. ٤- طلب الشفاعة بموت الولد الصغير إذا مات قبل أبيه ... وقد أفاض- رحمه الله- في شرح ذلك، واستقصاء ما قال يخرج عن أغراض هذه الموسوعة.
(٢) إحياء علوم الدين (بتصرف واختصار) ص ٢٤- ٣١.
(٣) انظر هذه الأحكام تفصيلا في غذاء الألباب، شرح منظومة الآداب للسفاريني الحنبلي (٢/ ٤٣٢- ٤٣٤) .