للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال:

«ولا النّاس يحبّونه لخالاتهم» . قال: فوضع يده عليه وقال: «اللهمّ اغفر ذنبه وطهّر قلبه وحصّن فرجه» .

فلم يكن- بعد ذلك الفتى- يلتفت إلى شيء) * «١» .

٥-* (عن أبي برزة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّما أخشى عليكم شهوات الغيّ في بطونكم وفروجكم ومضلّات الهوى» ) * «٢» .

٦-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: ما رأيت شيئا أشبه باللّمم «٣» ممّا قال أبو هريرة إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله كتب على ابن آدم حظّه من الزّنى «٤» . أدرك ذلك لا محالة. فزنى العينين النّظر. وزنى اللّسان النّطق، والنّفس تتمنّى وتشتهي والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه» ) * «٥» .

٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أكثر ما يدخل النّاس الجنّة؟ فقال: «تقوى الله وحسن الخلق» ، وسئل عن أكثر ما يدخل النّاس النّار. فقال: «الفم والفرج» ) * «٦» .

٨-* (عن معاوية بن حيدة- رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا: ما نأتي منها وما نذر؟ قال: «احفظ عورتك إلّا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك» . قلت: يا رسول الله، فالرّجل يكون مع الرّجل؟ قال: «إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل» ، قلت: فالرّجل يكون خاليا؟ قال: «الله أحقّ أن يستحيي منه النّاس» . وفي رواية: قلت: يا رسول الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: «إن


(١) أحمد في المسند (٥/ ٢٥٧) والهيثمي في المجمع (١/ ١٢٩) وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
(٢) رواه أحمد (٤/ ٤٢٠، ٤٢٣. والهيثمي في المجمع (١/ ١٨٨) وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في الثلاثة ورجاله رجال الصحيح لأن أبا الحكم البناني الراوي عن أبي برزة بيّنه الطبراني فقال عن أبي الحكم هو الحرث بن الحكم وقد روى له البخاري وأصحاب السنن.
(٣) ما رأيت شيئا أشبه باللمم: معناه تفسير قوله تعالى: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ. ومعنى الآية- والله أعلم- الذين يجتنبون المعاصي غير اللمم، يغفر لهم اللمم. كما في قوله تعالى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ. فمعنى الآيتين أن اجتناب الكبائر يسقط الصغائر، وهي اللمم.. وفسره ابن عباس بما في هذا الحديث من النظر واللمس ونحوها. وهو كما قال. هذا هو الصحيح في تفسير اللمم.
(٤) (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى) : معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنى. فمنهم من يكون زناه حقيقيّا بإدخال الفرج في الفرج الحرام. ومنهم من يكون زناه مجازا بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنى وما يتعلق بتحصيله. أو باللمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها. وبالمشي بالرجل إلى الزنى أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب. فكل هذه أنواع من الزنى المجازيّ. والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه. معناه أنه قد يحقق الزنى بالفرج وقد لا يحققه. بأن لا يولج الفرج في الفرج وإن قارب ذلك.
(٥) البخاري- الفتح ١١ (٦٢٤٣) ، مسلم (٢٦٥٧) .
(٦) أحمد (٢/ ٤٧٢، ٢/ ٢٩١) قال محقق جامع الأصول (١١/ ٦٩٤) : رواه ابن حبان في صحيحه، وهو حديث صحيح بشواهده. وابن ماجة (٤٢٤٦) .