للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانظروا هل تجدون عندهم جزاء» ) * «١» .

٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لله ملائكة يطوفون في الطّرق يلتمسون أهل الذّكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلمّوا إلى حاجتكم، قال:

فيحفّونهم بأجنحتهم إلى السّماء الدّنيا، قال: فيسألهم ربّهم- عزّ وجلّ- وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟. قال: تقول: يسبّحونك، ويكبّرونك، ويحمدونك، ويمجّدونك. قال: فيقول: هل رأوني؟

قال: فيقولون: لا والله ما رأوك. قال: فيقول: كيف لو رأوني؟. قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشدّ لك عبادة، وأشدّ لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا. قال: يقول: فما يسألوني؟. قال: يقولون: يسألونك الجنّة. قال يقول:

وهل رأوها؟. قال يقولون: لا والله يا ربّ ما رأوها.

قال: فيقول: فكيف لو أنّهم رأوها؟. قال يقولون: لو أنّهم رأوها كانوا أشدّ عليها حرصا، وأشدّ لها طلبا، وأعظم فيها رغبة. قال: فممّ يتعوّذون؟ قال: يقولون:

من النّار. قال: يقول: وهل رأوها؟. قال: فيقولون:

لا والله يا ربّ ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟.

قال يقولون: لو رأوها كانوا أشدّ منها فرارا وأشدّ لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أنّي قد غفرت لهم.

قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنّما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى جليسهم) » ) * «٢» .

٧-* (عن ثوبان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله زوى لي الأرض» أو قال:

«إنّ ربّي زوى «٣» لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإنّ ملك أمّتي سيبلغ ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض «٤» ، وإنّي سألت ربّي لأمّتي أن لا يهلكها بسنة بعامّة، ولا يسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم «٥» وإنّ ربّي قال لي: يا محمّد، إنّي إذا قضيت قضاء فإنّه لا يردّ، ولا أهلكهم بسنة بعامّة «٦» ، ولا أسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، لو اجتمع عليهم من بين أقطارها، أو قال: بأقطارها، حتّى يكون بعضهم يهلك بعضا، وحتّى يكون بعضهم يسبي بعضا، وإنّما أخاف على أمّتي الأئمّة المضلّين، وإذا وضع السّيف في أمّتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم السّاعة حتّى تلحق قبائل من أمّتي بالمشركين، وحتّى تعبد قبائل من أمّتي الأوثان، وإنّه سيكون في أمّتي كذّابون ثلاثون كلّهم يزعم أنّه نبيّ، وأنا خاتم النّبيّين. لا نبيّ بعدي، ولا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ، لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر الله» ) * «٧» .

٨-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله


(١) الترغيب والترهيب للمنذري (١/ ٦٨، ٦٩) وقال: رواه أحمد بإسناد جيد. والبغوي في شرح السنة (١٤/ ٣٢٤) وقال محققه: إسناده قوي.
(٢) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٠٨) واللفظ له. ومسلم (٢٦٨٩) .
(٣) زوى: أي جمع.
(٤) الكنزين الأحمر والأبيض: الذهب والفضة. والمراد كنز كسرى وقيصر.
(٥) فيستبيح بيضتهم: أي جماعتهم وأصلهم.
(٦) أن لا أهلكهم بسنة بعامة: أي لا أهلكهم بقحط يعمهم.
(٧) مسلم (٢٨٨٩) . وأبو داود (٤٢٥٢) واللفظ له. والترمذي (٢١٧٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح.