للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تدرون. لعلّكم أن تبتلوا» . قال: فابتلينا. حتّى جعل الرّجل منّا لا يصلّي إلّا سرّا) * «١» .

١٨-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:

كنت أمشي مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حرّة المدينة فاستقبلنا أحد، فقال: «يا أبا ذرّ» ، قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: ما يسرّني أنّ عندي مثل أحد هذا ذهبا، تمضي عليّ ثالثة وعندي منه دينار «٢» إلّا شيئا أرصده لدين «٣» ، إلّا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا- عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه، ثمّ مشى، ثمّ قال:

«إنّ الأكثرين هم المقلّون يوم القيامة إلّا من قال:

هكذا وهكذا وهكذا- عن يمينه وعن شماله ومن خلفه- وقليل ما هم» . ثمّ قال لي: «مكانك لا تبرح حتّى آتيك» . ثمّ انطلق في سواد اللّيل حتّى توارى، فسمعت صوتا قد ارتفع، فتخوّفت أن يكون أحد عرض للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأردت أن آتيه، فتذكّرت قوله لي:

«لا تبرح حتّى آتيك» ، فلم أبرح حتّى أتاني، قلت: يا رسول الله، لقد سمعت صوتا تخوّفت، فذكرت له، فقال: «وهل سمعته؟» . قلت: نعم. قال: «ذاك جبريل أتاني فقال: من مات من أمّتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة» . قلت: وإن زنى وإن سرق؟. قال:

«وإن زنى وإن سرق» ) * «٤» .

١٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال «لمّا خلق الله الجنّة والنّار أرسل جبريل إلى الجنّة، فقال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، قال: فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعدّ الله لأهلها فيها، قال: فرجع إليه، قال: فو عزّتك لا يسمع بها أحد إلّا دخلها، فأمر بها فحفّت بالمكاره، فقال: ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها، قال: فرجع إليها فإذا هي قد حفّت بالمكاره، فرجع إليه، فقال: وعزّتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد.

قال: اذهب إلى النّار فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا، فرجع إليه، فقال:

وعزّتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحفّت بالشّهوات، فقال: ارجع إليها فرجع إليها، فقال:

وعزّتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلّا دخلها» ) * «٥» .

٢٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله الجنّة» ) * «٦» .


(١) مسلم (١٤٩) .
(٢) ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا تمضي عليّ ثالثة وعندي منه دينار: أي ما أحب أنه يتحول لي ذهبا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاثة أيام. وذلك بإنفاقه في سبيل الله.
(٣) إلا شيئا أرصده لدين: أي أعده وأحفظه.
(٤) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٤٤) واللفظ له. ومسلم (٩٤) .
(٥) الترمذي (٢٥٦٠) وقال: حديث حسن صحيح واللفظ له. وأبو داود (٤٧٤٤) .
(٦) الترمذي (٢٤٥٠) وقال: هذا حديث حسن غريب. وصححه الحاكم ٤ (٣٠٧، ٣٠٨) ووافقه الذهبي.