للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله صلّى الله عليه وسلّم: مه مه «١» . قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تزرموه «٢» . دعوه» . فتركوه حتّى بال. ثمّ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعاه فقال له: «إنّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنّما هي لذكر الله- عزّ وجلّ- والصّلاة، وقراءة القرآن» . أو كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: فأمر رجلا من القوم، فجاء بدلو من ماء، فشنّه عليه) * «٣» .

١٣-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد. فقال:

ما أجلسكم؟. قالوا: جلسنا نذكر الله. قال: آلله، ما أجلسكم إلّا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلّا ذاك.

قال: أما إنّي لم أستحلفكم تهمة لكم. وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أقلّ عنه حديثا منّي. وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج على حلقة من أصحابه فقال: «ما أجلسكم؟» . قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنّ به علينا. قال: «آلله، ما أجلسكم إلّا ذاك؟» . قالوا: والله ما أجلسنا إلّا ذاك. قال: «أما إنّي لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنّه أتاني جبريل فأخبرني أنّ الله- عزّ وجلّ- يباهي بكم الملائكة» ) * «٤» .

١٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ثلاثة لا يردّ الله دعاءهم: الذّاكر الله كثيرا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط» ) * «٥» .

١٥-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يدعو: «ربّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي «٦» ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر هداي إليّ، وانصرني على من بغى عليّ.

اللهمّ اجعلني لك شاكرا، لك ذاكرا، لك راهبا «٧» ، لك مطواعا، إليك مخبتا «٨» ، أو منيبا «٩» ، ربّ تقبّل توبتي، واغسل حوبتي «١٠» ، وأجب دعوتي، وثبّت حجّتي «١١» ، واهد قلبي، وسدّد لساني، واسلل سخيمة قلبي «١٢» » ) * «١٣» .

١٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: الإمام العادل، وشابّ نشأ في عبادة ربّه، ورجل قلبه معلّق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله


(١) مه مه: كلمة زجر بمعنى اكفف. كما في «القاموس المحيط» .
(٢) لا تزرموه: أي لا تحبسوا عليه البول بكهره ونهره.
(٣) مسلم (٢٨٥) ، ونحوه عند البخاري- الفتح ١ (٢١٩- ٢٢٠) . وشنّه عليه أي صبّه عليه.
(٤) مسلم (٤/ ٢٧٠١) .
(٥) البيهقي في الشعب (١/ ٤١٩) برقم (٥٥٨) ، (٦/ ١١) برقم (٧٣٥٨) ، والألباني في الصحيحة (١٢١١) وحسنه.
(٦) امكر لي: المكر: الخداع وهو من الله إيقاع بلائه بأعدائه، وقيل هو استدراج العبد بالطاعات فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة.
(٧) راهبا: الرهبة: الخوف والفزع.
(٨) مخبتا: خاشعا مخلصا.
(٩) منيبا: الإنابة: الرجوع إلى الله بالتوبة والإخلاص.
(١٠) حوبتي: من الحوب وهو الإثم والذنب.
(١١) ثبت حجتي: الحجة: الدليل والبينة في الدنيا والآخرة وعند جواب الملكين في القبر.
(١٢) سخيمة قلبي: السخيمة الغضب والغل.
(١٣) الترمذي (٣٥٥١) وقال: حديث حسن صحيح. وأبو داود (١٥١٠) واللفظ له، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (١/ ٢٨٢) رقم (١٣٣٧) : صحيح، وقال محقق الجامع (٤/ ٣٣٧) : وهو حديث صحيح.