(٥٩) أنّ ذكر الله- عزّ وجلّ- يسهّل الصّعب، وييسّر العسير ويخفّف المشاقّ. فما ذكر الله عزّ وجلّ- على صعب إلّا هان، ولا على عسير إلّا تيسّر، ولا مشقّة إلّا خفّت، ولا شدّة إلّا زالت، ولا كربة إلّا انفرجت.
(٦٠) أنّ ذكر الله- عزّ وجلّ- يذهب عن القلب مخاوفه كلّها. فليس للخائف الّذي قد اشتدّ خوفه أنفع من ذكر الله- عزّ وجلّ-.
(٦١) الذّكر يعطي الذّاكر قوّة (عظيمة) حتّى إنّه ليفعل مع الذّكر ما لم يظنّ فعله بدونه.
(٦٢) الذّاكرون هم السّابقون يوم القيامة.
(٦٣) الذّكر سببّ لتصديق الرّبّ عزّ وجلّ عبده، لأنّه يخبر عن الله بأوصاف كماله، ونعوت جلاله، فإذا أخبر بها العبد، صدّقه ربّه، ومن صدّقه الله تعالى، لم يحشر مع الكاذبين، ورجي له أن يحشر مع الصّادقين.
(٦٤) الملائكة تبني للذّاكر دورا في الجنّة ما دام يذكر، فإذا أمسك عن الذّكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
(٦٥) الذّكر سدّ بين العبد وبين جهنّم- والعياذ بالله تعالى- فإذا كان ذكرا دائما محكما، كان سدّا محكما لا منفذ فيه، وإلّا فبحسبه.
(٦٦) الملائكة تستغفر للذّاكر كما تستغفر للتّائب.
(٦٧) بالذّاكرين تتباهى الجبال والقفار وتستبشر بمن عليها من الذّاكرين.
(٦٨) كثرة الذّكر أمان من النّفاق، فإنّ المنافقين قليلو الذّكر لله تعالى، كما أخبر عنهم سبحانه بقوله وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا
. (النساء/ ١٤٢) .
(٦٩) يحصّل الذّاكر من اللّذّة ما لا يحصل لغيره، ولذا سمّيت مجالس الذّكر رياض الجنّة.
(٧٠) يكسو الذّكر صاحبه نضرة في الدّنيا ونورا في الآخرة.
(٧١) في تكثير الذّكر تكثير لشهود العبد يوم القيامة.
(٧٢) في الذّكر اشتغال عن الكلام الباطل من الغيبة والنّميمة واللّغو ونحو ذلك من حيث إنّ اللّسان لا يسكت البتّة، وهو إمّا لسان ذاكر، وإمّا لسان لاغ، ولا بدّ من أحدهما، والنّفس إن لم تشغلها بالحقّ شغلتك بالباطل..
(٧٣) لا سبيل إلى تفريق جمع الشّياطين الّتي تحوط بالإنسان إلّا بذكر الله عزّ وجلّ.
(٧٤) الذّكر يجعل الدّعاء مستجابا «١» .
(١) بتلخيص وتصرف عن صحيح الوابل الصيب من الكلم الطيب، ص ٨٢- ١٥٣، وقد ذكر ابن القيم- رحمه الله تعالى- ثلاثا وسبعين، واستخلصنا الفائدة الرابعة والسبعين مما ذكره عن الذكر والدعاء وأيهما أفضل، أما ما ذكره رحمه الله- من الفوائد أرقام ٧٤، ٧٥- ٧٦، ٧٧، ٧٨، فهي فوائد عن الذكر وليست فوائد له.