للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله المستقدمين منّا والمستأخرين. وإنّا إن شاء الله بكم للاحقون» ) * «١» .

١٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «تحاجّت الجنّة والنّار، فقالت النّار: أوثرت بالمتكبّرين والمتجبّرين. وقالت الجنّة: ما لي لا يدخلني إلّا ضعفاء النّاس وسقطهم؟ قال الله تبارك وتعالى للجنّة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنّار: إنّما أنت عذاب أعذّب بك من أشاء من عبادي. ولكلّ واحدة منهما ملؤها. فأمّا النّار فلا تمتلأ حتّى يضع رجله فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلأ ويزوى بعضها إلى بعض. ولا يظلم الله- عزّ وجلّ- من خلقه أحدا. وأمّا الجنّة فإنّ الله عزّ وجلّ ينشأ لها خلقا» ) * «٢» .

١٥-* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادّهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسّهر والحمّى» ) * «٣» .

١٦-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: جاء أعرابيّ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: تقبّلون الصّبيان فما نقبّلهم، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرّحمة» ) * «٤» .

١٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «جعل الله الرّحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين. وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق. حتّى ترفع الدّابّة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه» ) * «٥» .

١٨-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذكر رجلا فيمن كان سلف- أو قبلكم- آتاه الله مالا وولدا، يعني أعطاه. قال: فلمّا حضر «٦» . قال لبنيه: أيّ أب كنت لكم؟. قالوا: خير أب. قال: فإنّه لم يبتئر عند الله خيرا» . فسّرها قتادة: لم يدّخر. «وإن يقدم على الله يعذّبه. فانظروا، فإذا متّ فأحرقوني، حتّى إذا صرت فحما فاسحقوني. أو قال فاسهكوني «٧» - ثمّ إذا كان ريح عاصف فأذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك وربّي. ففعلوا. فقال الله: كن، فإذا رجل قائم، ثمّ قال: أي عبدي، ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك. أو فرق منك «٨» ، فما تلافاه أن رحمه الله» ) * «٩» .

١٩-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى» ) * «١٠»


(١) مسلم (٩٧٤) .
(٢) البخاري- الفتح ٨ (٤٨٥٠) واللفظ له، ومسلم (٢٨٤٦) .
(٣) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠١١) واللفظ له، ومسلم (٢٥٨٦) .
(٤) البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٩٨) واللفظ له، ومسلم (٢٣١٧) .
(٥) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠٠٠) ، ومسلم (٢٧٥٢) واللفظ له
(٦) فلما حضر: أي حضرته الوفاة.
(٧) فاسهكوني: أي اسحقوني، وقيل: هو دون السّحق.
(٨) فرق منك: أي خوف منك.
(٩) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٨١) واللفظ له، ومسلم (٢٧٥٧) .
(١٠) البخاري- الفتح ٤ (٢٠٧٦) .