للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: لو أنّ الله عذّب أهل سماواته وأهل أرضه عذّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتّى تؤمن بالقدر، وتعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو متّ على غير هذا لدخلت النّار. قال:

ثمّ أتيت عبد الله بن مسعود، فقال مثل ذلك، قال:

ثمّ أتيت حذيفة بن اليمان، فقال مثل ذلك، قال: ثمّ أتيت زيد بن ثابت، فحدّثني عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثل ذلك) * «١» .

٣٣-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لو تعلمون قدر رحمة الله لا تّكلتم» . أحسبه قال: عليها) * «٢» .

٣٤-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا» ) * «٣» .

٣٥-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قبّل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحسن بن عليّ وعنده الأقرع بن حابس التّميميّ جالسا، فقال الأقرع: إنّ لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال: «من لا يرحم لا يرحم» ) * «٤» .

٣٦-* (عن ثوبان مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما أحبّ أنّ لي الدّنيا وما فيها بهذه الآية قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ... (الزمر/ ٥٣) » ) * «٥» .

٣٧-* (عن عمران بن حصين- رضي الله عنهما- قال: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأسر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في الوثاق. قال: يا محمّد، فأتاه. فقال: «ما شأنك؟» .

فقال: بم أخذتني؟، وبم أخذت سابقة الحاجّ.

فقال: (إعظاما لذلك) «أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف» . ثمّ انصرف عنه فناداه. فقال: يا محمّد، يا محمّد، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رحيما رقيقا. فرجع إليه فقال: «ما شأنك؟» . قال: إنّي مسلم. قال: «لو قلتها وأنت تملك أمرك، أفلحت كلّ الفلاح» ، ثمّ انصرف فناداه فقال: يا محمّد، يا محمّد، فأتاه فقال: «ما شأنك؟» . قال: إنّي جائع فأطعمني. وظمان فاسقني.

قال: «هذه حاجتك» . ففدي بالرّجلين ...

الحديث) * «٦» .

٣٨-* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله


(١) أبو داود (٤٦٩٩) واللفظ له. وقال الألباني في صحيح أبي داود (٣/ ٨٩٠) حديث (٢٩٣٢) : صحيح، وابن ماجة (٧٧) ، وأحمد (٥/ ١٨٥) .
(٢) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٢١٣) : رواه البزار وإسناده حسن.
(٣) الترمذي (١٩٢٠) وقال: حسن صحيح، واللفظ له، وأحمد (١/ ٢٥٧) وصححه الشيخ أحمد شاكر (٤/ ٩٥) .
(٤) البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٩٧) واللفظ له ومسلم (٢٣١٨) . ومن هنا شرطية.
(٥) رواه أحمد (٥/ ٢٧٥) ، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن- مجمع الزوائد (١٠/ ٢١٤) .
(٦) مسلم (١٦٤١) .