للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «سبعة يظلّهم الله في ظلّه «١» يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: الإمام العادل «٢» . وشابّ نشأ بعبادة الله «٣» .

ورجل قلبه معلّق في المساجد «٤» . ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه «٥» . ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال «٦» . فقال: إنّي أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.

ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» ) * «٧» .

١٤-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال:

فرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على العبد والحرّ والذّكر والأنثى والصّغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدّى قبل خروج النّاس إلى الصّلاة) * «٨» .

١٥-* (عن كعب بن عجرة- رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أعيذك بالله يا كعب ابن عجرة من أمراء يكونون (من) بعدي، فمن غشي أبوابهم فصدّقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منّي ولست منه، ولا يرد عليّ الحوض، ومن غشي أبوابهم أو لم يغش فلم يصدّقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو منّي وأنا منه، وسيرد عليّ الحوض. يا كعب بن عجرة، الصّلاة برهان، والصّوم جنّة حصينة، والصّدقة تطفأ الخطيئة كما يطفأ الماء النّار يا كعب بن عجرة! إنّه لا يربو لحم نبت من سحت «٩» إلّا كانت النّار أولى به» ) * «١٠» .

١٦-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:

قلت: يا رسول الله، أيّ الأعمال أفضل؟ قال: «الإيمان بالله، والجهاد في سبيله» . قال: قلت: أيّ الرّقاب أفضل؟ قال: «أنفسها عند أهلها «١١» وأكثرها ثمنا» .

قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تعين صانعا أو تصنع لأخرق «١٢» » قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: «تكفّ شرّك عن النّاس، فإنّها صدقة منك على نفسك» ) * «١٣» .


(١) يظلهم الله في ظله: المراد هنا ظل العرش. والمراد يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين. ودنت منهم الشمس، وأخذهم العرق. ولا ظل هناك لشيء إلا للعرش.
(٢) الإمام العادل: هو كل من إليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاة والحكام.
(٣) شاب نشأ بعبادة الله: أي نشأ متلبسا للعبادة، أو مصاحبا لها أو ملتصقا بها.
(٤) ورجل قلبه معلق في المساجد: أي شديد الحب لها، والملازمة للجماعة فيها، وليس معناه دوام القعود في المسجد.
(٥) ورجلان تحابا في الله ... : أي اجتمعا وتفرقا على الله، وكانا صادقين في حب كل واحد منهما صاحبه لله تعالى حال اجتماعهما وافتراقهما.
(٦) ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال: أي ذات الحسب، والنسب، والجمال، ومعنى دعته أي دعته إلى الزنا بها.
(٧) البخاري- الفتح ٣ (١٤٢٣) . ومسلم (١٠٣١) واللفظ له.
(٨) البخاري- الفتح ٣ (١٥٠٣) واللفظ له. ومسلم (٩٨٤) .
(٩) السحت: هو المال الحرام.
(١٠) الترمذي (٦١٤) واللفظ له، وقال حديث حسن غريب. وصححه الألباني، صحيح الترمذي (١/ ١٨٩) برقم (٥٠١) ، والنسائي (٧/ ١٦٠) . والحاكم في المستدرك (٤/ ٤٢٢) . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(١١) أنفسها عند أهلها: أي أرفعها وأجودها.
(١٢) تصنع لأخرق: الأخرق: هو الذي ليس بصانع. يقال رجل أخرق وامرأة خرقاء، لمن لا صنعة له.
(١٣) مسلم (٨٤) .