للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٤-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه:

أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل يا رسول الله! أنا أعلم لك علمه، فأتاه، فوجده جالسا في بيته منكّسا «١» رأسه، فقال له: ما شأنك؟ فقال: شرّ. كان يرفع صوته فوق صوت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقد حبط عمله وهو من أهل النّار، فأتى الرّجل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبره أنّه قال كذا وكذا، فرجع إليه المرّة الآخرة ببشارة عظيمة، فقال: اذهب إليه فقل له: «إنّك لست من أهل النّار، ولكنّك من أهل الجنّة» ) * «٢» .

٤٥-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ خير التّابعين رجل يقال له أويس وله والدة، وكان به بياض «٣» فمروه فليستغفر لكم» وفي رواية: كان عمر بن الخطّاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن «٤» سألهم أفيكم أويس بن عامر؟

حتّى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر؟

قال نعم، قال: من مراد ثمّ من قرن؟ قال: نعم. قال:

فكان بك برص فبرأت منه إلّا موضع درهم؟ قال:

نعم. قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد ثمّ من قرن، كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم، له والدة هو بها برّ، لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» فاستغفر لي، فاستغفر له. فقال له عمر: أين تريد؟

قال: الكوفة قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال:

أكون في غبراء «٥» النّاس أحبّ إليّ» ) * «٦» .

٤٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ربّ أشعث «٧» مدفوع بالأبواب «٨» لو أقسم على الله لأبرّه «٩» » ) * «١٠» .

٤٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «تنكح المرأة لأربع: لما لها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها. فاظفر بذات الدّين تربت يداك «١١» » ) * «١٢» .

٤٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: إمام عدل، وشابّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلّق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله، اجتمعا عليه وتفرّقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب


(١) منكسا: مطأطئا رأسه من ذلّ.
(٢) البخاري- الفتح ٨ (٤٨٤٦) واللفظ له. ومسلم (١١٩) .
(٣) بياض: برص.
(٤) أمداد أهل اليمن: هم الجماعة الغزاة الذين يمدون جيوش الإسلام في الغزو.
(٥) غبراء الناس: ضعافهم وصعاليكهم الذين لا يؤبه لهم.
(٦) مسلم (٢٥٤٢) .
(٧) أشعث: ثائر شعر الرأس.
(٨) مدفوع بالأبواب: لا قدر له عند الناس.
(٩) أقسم على الله لأبره: أي لو حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له باجابة سؤاله. وهذا لعظم منزلته عند الله.
(١٠) مسلم (٢٦٢٢) .
(١١) تربت يداك: لصقت يداك بالتراب إن لم تظفر بذات الدين، وهي دعاء عليه بالفقر.
(١٢) البخاري- الفتح ٩ (٥٠٩٠) . ومسلم (١٤٦٦) واللفظ له.