للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله ليعمّر بالقوم الدّيار، ويثمّر لهم الأموال، وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم» ، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال:

«بصلتهم لأرحامهم» ) * «١» .

٧-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الرّحم شجنة «٢» متمسّكة بالعرش تكلّم بلسان ذلق «٣» ، اللهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني، فيقول الله- تبارك وتعالى-: أنا الرّحمن الرّحيم، وإنّي شققت للرّحم من اسمي. فمن وصلها وصلته، ومن نكثها «٤» نكثته» ) * «٥» .

٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله خلق الخلق، حتّى إذا فرغ من خلقه قامت الرّحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا ربّ. قال:

فذاك لك» . ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرؤا إن شئتم فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ* أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ* أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (محمد/ ٢٢- ٢٤) * «٦» .

٩-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- أنّه قال:

أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومة لائم، وأوصاني بصلة الرّحم وإن أدبرت» ) * «٧» .

١٠-* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ أبا سفيان بن حرب- رضي الله عنه- أخبره: أنّ هرقل أرسل إليه فى ركب من قريش، وكانوا تجّارا بالشّام في المدّة الّتي كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مادّ «٨» فيها أبا سفيان وكفّار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظاماء الرّوم، ثمّ دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيّكم أقرب نسبا بهذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا. فقال: أدنوه منّي، وقرّبوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثمّ قال لترجمانه: قل لهم إنّي سائل هذا الرّجل، فإن كذبني فكذّبوه. فو الله لولا


(١) الحاكم (٤/ ١٦١) وقال: صحيح غريب ووافقه الذهبي وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن، مجمع الزوائد (٨/ ١٥٢) ، ونقله المنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٣٣٦) وذكر الهيثمي بعينها.
(٢) الشجنة: بالكسر والضم في الأصل الشعبة (في غصن من غصون الشجرة) والمراد قرابة مشتبكة كاشتباك العروق.
(٣) ذلق: فصيح بليغ.
(٤) النكث: نقض العهد، والمراد فمن قطعها
(٥) الحديث له أصل في البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٨٨) والأدب المفرد (ج ١ ص ٩٢، ٩٣، ٩٤ برقم ٥٣، ٥٤، ٥٥) ومجمع الزوائد (٨/ ١٥١) واللفظ له وقال: رواه البزار وإسناده حسن والترغيب والترهيب (٣/ ٣٤٠) وقال إسناده حسن. ويشهد له الحديث الذي بعده.
(٦) البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٨٧) ، ومسلم (٢٥٥٤) واللفظ له، والترغيب والترهيب (٣/ ٣٣٨، ٣٣٩) .
(٧) ذكره في المجمع وقال: رواه الطبراني في الصغير (٢/ ٤٨ حديث رقم (٧٥٨) والكبير (٢/ ١٥٦) برقم (١٦٤٨) فى حديث طويل والبزار في الزوائد (٧/ ٢٦٥) ورجال الطبراني رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقة (٨/ ١٥٤) .
(٨) مادّ: جاذب وماطل.