للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤١-* (عن طلق بن عليّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا الرّجل دعا زوجته لحاجته فلتأته، وإن كانت على التّنّور «١» » ) * «٢» .

٤٢-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ثلاثة يؤتون أجرهم مرّتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه وأدرك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فامن به واتّبعه وصدّقه فله أجران، وعبد مملوك أدّى حقّ الله تعالى، وحقّ سيّده فله أجران، ورجل له أمة فغذّاها فأحسن غذاءها. ثمّ أدّبها فأحسن أدبها، ثمّ أعتقها وتزوّجها، فله أجران» ) * «٣» .

٤٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «دعوني ما تركتكم «٤» ، فإنّما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم» ) * «٥» .

٤٤-* (عن جابر- رضي الله عنه- قال:

سرنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى نزلنا واديا أفيح «٦» .

فذهب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقضي حاجته فاتّبعته بإداوة من ماء. فنظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلم ير شيئا يستتر به. فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها. فقال: «انقادي عليّ بإذن الله» فانقادت معه كالبعير المخشوش «٧» ، الّذي يصانع قائده حتّى أتى الشّجرة الآخرى، فأخذ بغصن من أغصانها. فقال: «انقادي عليّ بإذن الله» . فانقادت معه كذلك حتّى إذا كان بالمنصف «٨» ممّا بينهما، لأم بينهما (يعني جمعهما) فقال: التئما عليّ بإذن الله» فالتأمتا. قال جابر: فخرجت أحضر «٩» مخافة أن يحسّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقربي فيبتعد (وقال محمّد بن عبّاد: فيتبعّد) فجلست أحدّث نفسي. فحانت منّي لفتة، فإذا أنا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم مقبلا. وإذا الشّجرتان قد افترقتا. فقامت كلّ واحدة منهما على ساق. فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقف وقفة. فقال برأسه هكذا (وأشار أبو إسماعيل برأسه يمينا وشمالا) ثمّ أقبل. فلمّا انتهى قال: «يا جابر هل رأيت مقامي؟» قلت: نعم.

يا رسول الله، قال: «فانطلق إلى الشّجرتين فاقطع من كلّ واحدة منهما غصنا فأقبل بهما حتّى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك» قال جابر: فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته «١٠» .


(١) التنور: الذي يخبز فيه.
(٢) الترمذي (١١٦٠) وقال: هذا حديث حسن غريب. وقال محقق جامع الأصول ٦ (٤٩٦) : إسناده حسن.
(٣) البخاري- الفتح ١ (٩٧) ومسلم (١٥٤) واللفظ له.
(٤) دعوني ما تركتكم: أي اتركوني مدة تركي إياكم بغير أمر بشيء ولا نهي عن شيء.
(٥) البخارى- الفتح ١٣ (٧٢٨٨) واللفظ له. ومسلم (١٣٣٧) .
(٦) واديا أفيح: أي واسعا.
(٧) كالبعير المخشوش: هو الذي يجعل في أنفه خشاش، وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبا. ويشد فيه حبل ليذل وينقاد.
(٨) بالمنصف: أي نصف المسافة.
(٩) أحضر: أي أعدو وأسعى سعيا شديدا.
(١٠) حسرته: أي أحددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار مما يمكن قطع الأغصان به.