للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله صلّى الله عليه وسلّم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. فإنّ الصّدق طمأنينة وإنّ الكذب ريبة» ) * «١» .

٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «نحن أحقّ بالشّك من إبراهيم إذ قال رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي (البقرة/ ٢٦٠)) * «٢» .

٧-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «يكون عليكم أمراء تطمئنّ إليهم القلوب، وتلين لهم الجلود، ثمّ يكون عليكم أمراء تشمئزّ منهم القلوب. وتقشعرّ منهم الجلود» ، فقال رجل أنقاتلهم يا رسول الله؟ قال: «لا ما أقاموا الصّلاة» ) * «٣» .

٨-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال. أقبل نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف ونبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم شابّ «٤» لا يعرف، قال: فيلقى الرّجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر! من هذا الرّجل الّذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرّجل يهديناي إلى السّبيل، فيحسب الحاسب أنّه إنّما يهديه الطّريق وإنّما يعني سبيل الخير، فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم فقال: يا نبيّ الله هذا فارس قد لحق بنا. قال: فالتفت نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «اللهمّ اصرعه» فصرعته فرسه، ثمّ قامت تحمحم قال: ثمّ قال: يا نبيّ الله مرني بما شئت. قال: «قف مكانك لا تتركنّ أحدا يلحق بنا» قال: فكان أول النّهار جاهدا على نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم وكان آخر النّهار مسلحة «٥» له. قال فنزل نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم جانب الحرّة ثمّ بعث إلى الأنصار فجاؤا نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّموا عليهما وقالوا: اركبا آمنين مطمئنّين. قال:

فركب نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكر وخفروا حولهما بالسّلاح.

قال فقيل بالمدينة جاء نبيّ الله فاستشرفوا نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم ينظرون إليه ويقولون: جاء نبيّ الله، فأقبل يسير حتّى جاء إلى جانب دار أبي أيّوب، قالوا: فإنّه ليحدّث أهلها إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف «٦» لهم منه، فعجل أن يضع الّذي يخترف فيها، فجاء وهي معه، فسمع من نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم فرجع إلى أهله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أيّ بيوت أهلنا أقرب؟» قال: فقال أبو أيّوب أنا يا نبيّ الله هذه داري، وهذا


(١) الترمذي (٢٥١٨) وقال: حديث حسن صحيح واللفظ له، وأحمد (١/ ٢٠٠) والحاكم في المستدرك (٢/ ١٣، ٤/ ١٩٩) وصححه ووافقه الذهبي، وعبد الرزاق في مصنفه (٤٩٨٤) والطبراني في الكبير (٢٧٠٨، ٢٧١١) .
(٢) البخاري- الفتح ٨ (٤٥٣٧) واللفظ له، ومسلم (١٥١) ، وابن ماجة (٤٠٢٦) ، وأحمد (٢/ ٣٢٦) وشرح السنة (١/ ١١٤ برقم ٦٣) وقال: هذا حديث متفق على صحته. وقوله «نحن أحق بالشك من إبراهيم» ليس اعترافا بالشك على نفسه ولا على إبراهيم، ولكن فيه نفي الشك عنهما، يقول: إذا لم أشك أنا ولم أرتب في قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، فإبراهيم أولى بأن لا يشك ولا يرتاب. فالمسألة من قبل ابراهيم لم تكن شكّا، وإنما لزيادة العلم حيث إن العيان يفيد من المعرفة والطمأنينة ما لا يفيد الاستدراك (شرح السنة ١/ ١١٦) .
(٣) أحمد (٣/ ٢٨، ٢٩) وقال مخرج جامع المسانيد (٣٣/ ١٨٠ برقم ٣٨٢، ٣٨٣) تفرد بها الإمام أحمد في مسنده. وفي شرح السنة بلفظ آخر (١٠/ ٤٨ برقم ٢٤٥٩) عن أم سلمة.
(٤) أي: باعتبار الناظر إليهما، وإلا فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسنّ من أبي بكر.
(٥) مسلحة: الموضع الذي يقيم فيه قوم يحفظون من وراءهم من العدو، لئلا يهجموا عليهم، ويدخلوا عليهم.
(٦) يخترف: الاختراف اجتناء الثمر من الشجر.