ولكن ادعهم بفضل أزوادهم «١» ثمّ ادع الله عليها بالبركة لعلّ الله أن يجعل في ذلك. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «نعم» . قال: فدعا بنطع «٢» فبسطه ثمّ دعا بفضل أزوادهم. قال: فجعل الرّجل يجيء بكفّ ذرة. قال:
ويجيء الآخر بكفّ تمر. قال ويجيء الآخر بكسرة.
حتّى اجتمع على النّطع من ذلك شيء يسير. قال:
فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالبركة، ثمّ قال: «خذوا في أوعيتكم» . قال: فأخذوا في أوعيتهم حتّى ما تركوا في العسكر وعاء إلّا ملؤوه قال: فأكلوا حتّى شبعوا وفضلت فضلة. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاكّ فيحجب عن الجنّة» ) * «٣» .
٤٥-* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس من عمل يوم إلّا يختم عليه، فإذا مرض المؤمن، قالت الملائكة: يا ربّ، عبدك فلان قد حبسته، فيقول الرّبّ- تبارك وتعالى:
اكتبوا له على مثل عمله حتّى يبرأ أو يموت» ) * «٤» .
٤٦-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضره أجله فيقول سبع مرّات: أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك إلّا عوفي» ) * «٥» .
٤٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «من خير معاش النّاس «٦» لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه «٧» كلّما سمع هيعة «٨» أو فزعة طار عليه. يبتغي القتل مظانّه «٩» . أو رجل في غنيمة «١٠» في رأس شعفة «١١» من هذه الشّعف. أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة، ويعبد ربّه حتّى يأتيه اليقين، ليس من النّاس إلّا في خير» ) * «١٢» .
٤٨-* (عن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «من شهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدا عبده ورسوله، وأنّ عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنّة حقّ، والنّار حقّ. أدخله الله الجنّة على ما كان من العمل» ) * «١٣» .
٤٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من صلّى صلاة لم يقرأ فيها بأمّ
(١) أزوادهم: الأزودة: جمع زاد وهي لا تملأ إنما تملأ بها أوعيتها.
(٢) نطع: هو بساط متخذ من أديم.
(٣) مسلم (٢٧) .
(٤) أحمد (٤/ ١٤٦) ، والبغوي في شرح السنة (٥/ ٢٤٠) واللفظ له، وقال محققه: إسناده صحيح.
(٥) أبو داود (٣١٠٦) ، والترمذي (٢٠٨٣) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن غريب، والبغوي في شرح السنة، وقال محققه: حديث حسن.
(٦) معاش الناس: أي من خير أحوالهم.
(٧) يطير على متنه: أي يسرع جدا على ظهره حتى كأنه يطير.
(٨) هيعة: الصوت عند حضور العدو.
(٩) يبتغي القتل والموت مظانه: يعنى يطلبه من مواطنه التي يرجى فيها لشدة حرصه ورغبته في الشهادة.
(١٠) غنيمة: تصغير غنم. أي قطعة منها.
(١١) شعفة: أعلى الجبل.
(١٢) مسلم (١٨٨٩) .
(١٣) البخاري- الفتح ٦ (٣٤٣٥) واللفظ له. ومسلم (٢٨) .
