للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء «١» ، تقرؤه نائما ويقظان، وإنّ الله أمرني أن أحرّق قريشا. فقلت:

ربّ، إذا يثلغوا رأسي «٢» فيدعوه خبزة. قال:

استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك. وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، قال: وأهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق، ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفّف ذو عيال. قال: وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له «٣» ، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا، والخائن الّذي لا يخفى له طمع وإن دقّ إلّا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» وذكر البخل أو الكذب «والشّنظير «٤» الفحّاش» ) * «٥» .

٢٨-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ألا كلّكم راع، وكلّكم مسئول عن رعيّته، فالأمير الّذي على النّاس راع، وهو مسئول عن رعيّته، والرّجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيّده وهو مسئول عنه، ألا فكلّكم راع، وكلّكم مسئول عن رعيّته» ) * «٦» .

٢٩-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن قاضيا، فقلت: يا رسول الله! ترسلني وأنا حديث السّنّ ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: «إنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضينّ حتّى تسمع من الآخركما سمعت من الأوّل، فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاء» قال: فمازلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد» ) * «٧» .

٣٠-* (عن بريدة بن الحصيب- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «القضاة ثلاثة: واحد في الجنّة، واثنان في النّار، فأمّا الّذي في الجنّة فرجل عرف الحقّ فقضى به، ورجل عرف الحقّ فجار في الحكم، فهو في النّار، ورجل قضى للنّاس على جهل، فهو في النّار» ) * «٨» .

٣١-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: إنّ أناسا نزلوا على حكم سعد بن معاذ،


(١) كتابا لا يغسله الماء: معناه محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب بل يبقى على مرّ الزمان، فهو كناية عن الثبات، ولا يراد أن الماء لا يمحو ما كتب منه.
(٢) إذا يثلغوا رأسي: أي يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز، أي يكسر.
(٣) لا زبر له: أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي.
(٤) الشنظير: السيء الخلق.
(٥) مسلم (٢٨٦٥) .
(٦) البخاري- الفتح ١٣ (٧١٣٨) ومسلم (١٨٢٩) واللفظ له.
(٧) أبو داود (٣٥٨٢) واللفظ له، وأحمد (١/ ١١١) وقال الشيخ أحمد شاكر في المسند: صحيح، رقم (٦٦٦) ، والحاكم (٤/ ٨٨) وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وقال الألباني: صحيح، إرواء الغليل (٨/ ٢٢٦) رقم (٢٥٠٠) .
(٨) أبو داود (٣٥٧٣) واللفظ له. والحاكم (٤/ ٩٠) وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وقال محقق جامع الأصول: حديث صحيح وعزاه كذلك للطبراني وأبي يعلى من حديث ابن عمر (١٠/ ١٦٧) .