كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم

العفة - الأحاديث الواردة في (العفة) - ج: 7 - ص: 2879

أنّها قطعت طيلها «١» فاستنّت شرفا أو شرفين «٢» كانت آثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنّها مرّت بنهر فشربت منه ولم يرد أن تسقى به كان ذلك حسنات له، وهي لذلك الرّجل أجر، ورجل ربطها تغنّيا وتعفّفا ولم ينس حقّ الله في رقابها ولا ظهورها فهي له ستر، ورجل ربطها فخرا ورياء فهي على ذلك وزر» . وسئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الحمر قال: «ما أنزل الله عليّ فيها إلّا هذه الاية الفاذّة الجامعة فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» ) * «٣» .

١٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: «دخل رجل على أهله، فلمّا رأى ما بهم من الحاجة خرج إلى البرّيّة فلمّا رأت امرأته قامت إلى الرّحى فوضعتها وإلى التّنّور فسجرته ثمّ قالت:

اللهمّ ارزقنا، فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت. قال:

وذهبت إلى التّنّور فوجدته ممتلئا. قال: فرجع الزّوج، قال: أصبتم بعدي شيئا؟ قالت امرأته: نعم من ربّنا، قام إلى الرّحى، فذكر ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال «أما إنّه لو لم يرفعها لم تزل تدور إلى يوم القيامة» وشهدت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول: «والله لأن يأتي أحدكم صبيرا ثمّ يحمله يبيعه فيستعفّ منه خير له من أن يأتي رجلا يسأله» ) * «٤» .

١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لصاحب الحقّ: «خذ حقّك في عفاف واف أو غير واف» ) * «٥» .

١٢-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: «سرّحتني أمّي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأتيته وقعدت فاستقبلني وقال: «من استغنى أغناه الله- عزّ وجلّ- ومن استعفّ أعفّه الله- عزّ وجلّ- ومن استكفى كفاه الله- عزّ وجلّ- ومن سأل وله قيمة أوقيّة، فقد ألحف» فقلت: ناقتي الياقوتة خير من أوقيّة فرجعت ولم أسأله» ) * «٦» .

١٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «عرض عليّ أوّل ثلاثة يدخلون الجنّة: شهيد وعفيف متعفّف وعبد أحسن عبادة الله، ونصح لمواليه» ) * «٧» .

١٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ

---

(١) الطول: هو الحبل.
(٢) استنت شرفا أو شرفين: يعني جرت شوطا أو شوطين فرحا.
(٣) البخاري- الفتح ١٣ (٧٣٥٦) واللفظ له. ومسلم (٩٨٧) .
(٤) أحمد (٢/ ٥١٣) رقم (١٦٦٩) واللفظ له. قال الهيثمي رحمه الله تعالى: رواه الطبراني في الأوسط بنحوه ورجالهم رجال الصحيح غير شيخ البزار وشيخ الطبراني وهما ثقتان (١٠/ ٢٥٦- ٢٥٧) .
(٥) ابن ماجة (٢٤٢٢) وقال في الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم. ورواه ابن حبان في صحيحه. وذكره الألباني (٢/ ٥٤) وقال: حسن صحيح.
(٦) النسائي (٥/ ٩٨) واللفظ له وقال الألباني: حسن صحيح (٢/ ٥٤٩) (٢٤٣٢) . وأبو داود (١٦٢٨) وذكره الألباني في الصحيح رقم (١٤٤٠) . وذكره الهيثمي في المجمع وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (٣/ ٩٥) .
(٧) الترمذي (١٦٤٢) وقال: حديث حسن واللفظ له. أحمد (٢/ ٤٢٥) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده حسن (١٨/ ١٣٧) . وقال محقق جامع الأصول (١٠/ ٥٣٥) : ورواه أيضا الحاكم والبيهقي. والحديث كما قال الترمذي (١٠/ ٥٣٥) .