للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قائد، والخوف سائق، والنّفس حرون بين ذلك جموح خدّاعة روّاغة. فاحذرها وراعها بسياسة العلم، وسقها بتهديد الخوف يتمّ لك ما تريد» ) * «١» .

٥٤-* (قال أبو بكر الاجرّيّ- رحمه الله تعالى-: «العلماء في كلّ حال لهم فضل عظيم، في خروجهم لطلب العلم، وفي مجالستهم لهم فيه فضل، وفي مذاكرة بعضهم لبعض لهم فيه فضل. وفيم تعلّموا العلم لهم فيه فضل، وفيمن علّموه العلم لهم فيه فضل. فقد جمع الله للعلماء الخير من جهات كثيرة نفعنا الله وإيّاهم بالعلم» ) * «٢» .

٥٥-* (وقال أيضا: «لا يكون ناصحا لله تعالى ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم إلّا من بدأ بالنّصيحة لنفسه، واجتهد في طلب العلم والفقه ليعرف به ما يجب عليه، ويعلم عداوة الشّيطان له وكيف الحذر منه، ويعلم قبيح ما تميل إليه النّفس حتّى يخالفها بعلم» ) * «٣» .

٥٦-* (قال عليّ بن عبد العزيز القاضي الجرجانيّ. رحمه الله تعالى.:

يقولون لي فيك انقباض وإنّما ... رأوا رجلا عن موقف الذّل أحجما

أرى النّاس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزّة النّفس أكرما

ولم أقض حقّ العلم إن كان كلّما ... بدا طمع صيّرته لي سلّما

وما كلّ برق لاح لي يستفزّني ... ولا كلّ من لاقيت أرضاه منعما

إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ... ولكنّ نفس الحرّ تحتمل الظّما

أنهنهها عن بعض ما لا يشينها ... مخافة أقوال العدا فيم أو لما

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما

أأشقى به غرسا وأجنيه ذلّة ... إذا فاتّباع الجهل قد كان أحزما

ولو أنّ أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظّموه في النّفوس لعظّما

ولكن أهانوه فهان ودنّسوا ... محيّاه بالأطماع حتّى تجهّما

) * «٤» .

٥٧-* (قال أبو سعيد الخرّاز- رحمه الله تعالى-: «العلم ما استعملك واليقين ما حملك» ) * «٥»

٥٨-* (قال أبو بكر بن دريد- رحمه الله تعالى-:

العالم العاقل ابن نفسه ... أغناه جنس علمه عن جنسه


(١) مدارج السالكين (٢/ ٤٦٦) ، العقد الثمين في أخبار البلد الأمين (٦/ ٤١٢) . وسير أعلام النبلاء (١٤/ ٥٨) .
(٢) أخلاق العلماء، للاجري (٤١) .
(٣) بصائر ذوي التمييز، للفيروز ابادي (٥/ ٦٧) .
(٤) أدب الدنيا والدين للماوردي (٩٢) .
(٥) الشعب (٧/ ٤٥٥) .