للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن ذلك قول الله تعالى وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا (البقرة/ ٢٦٨) .

الثّامن: التّجاوز (بالعفو عن السّيّئات) ومنه قوله سبحانه إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ (البقرة/ ٢٤٣) «١» .

وقد زاد الفيروز اباديّ إلى ذلك معاني أخر منها:

التّاسع: المعجزة والكرامة، كما في قوله تعالى:

وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا (سبأ/ ١٠) .

العاشر: تأخير العذاب، وذلك كما في قوله تعالى وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (النور/ ١٤) .

الحادي عشر: الظّفر والغنيمة، وذلك كما في قوله تعالى: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ (آل عمران/ ١٧٤) .

الثّاني عشر: قبول التّوبة والإنابة، وذلك كما في قوله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (النور/ ٢٠) .

الثّالث عشر: زيادة الثّواب والكرامة، ومنه قول الله تعالى: وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ (الحديد/ ٢٩) .

ويمكن أن نضيف إلى ذلك المعاني الاتية «٢» :

الرّابع عشر: المعروف والإحسان كما في قوله تعالى وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى (النور/ ٢٢) .

الخامس عشر: الشّفاعة في الآخرة، ومن ذلك قوله سبحانه: لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ (فاطر/ ٣٠) .

السّادس عشر: الخير والنّعمة، كما في قوله تعالى: وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ (يونس/ ١٠٧) .

السّابع عشر: التّميّز في الخلق أو الرّزق، وذلك كما في قوله سبحانه: وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ (هود/ ٢٧) .

وسوف نحاول فيما يلي تصنيف الآيات الكريمة الواردة في الفضل وفقا لهذه المعاني.

[للاستزادة: انظر صفات: الاعتراف بالفضل- الإحسان- الشفاعة- الصفح- الجود- الكرم- السماحة- الإيثار- الإنصاف- البر- بر الوالدين- الشكر- الحمد.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: انكار الجميل- الإعراض- الإساءة- الغافلة- التعسير- الانتقام- الشماتة- النقمة- الأثرة- البخل- الشح- عقوق الوالدين] .


- أي البخل، والله عز وجل يعد أولياءه بالمغفرة وأن يعطيهم فضلا أي خلفا عما أنفقوه في سبيله ويكون ذلك بالرزق في الدنيا والنعيم في الآخرة، انظر في تفسير الاية: القرطبي ٣/ ٣٢٩، والتفسير القيم ص ١٦٨.
(١) ذكر الفيروز ابادي معاني أخرى تتعلق بالتفضيل وليس لذلك علاقة بما نحن بصدده، ولذلك لم نذكرها.
(٢) اعتمدنا في إثبات المعاني التي لم يذكرها الفيروز ابادي وابن الجوزي على كتب التفسير وخاصة تفسير الطبري وابن كثير وتفسير أبي حيان (البحر المحيط) .