للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤-* (جاء غلام لأبي ذرّ- رضي الله عنه- وقد كسر رجل شاة له فقال له: من كسر رجل هذه؟

قال: أنا فعلته عمدا لأغيظك فتضربني فتأثم. فقال:

لأغيظنّ من حرّضك على غيظي، فأعتقه) * «١» .

٥-* (شتم رجل عديّ بن حاتم وهو ساكت، فلمّا فرغ من مقالته قال: إن كان بقي عندك شيء فقل قبل أن يأتي شباب الحيّ، فإنّهم إن سمعوك تقول هذا لسيّدهم لم يرضوا) * «٢» .

٦-* (قال محمّد بن كعب- رحمه الله تعالى-:

ثلاث من كنّ فيه استكمل الإيمان بالله: إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحقّ، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له) * «٣» .

٧-* (قال رجل لوهب بن منبّه- رحمه الله تعالى-: «إنّ فلانا شتمك، فقال: ما وجد الشّيطان بريدا غيرك!» ) * «٤» .

٨-* (أمر عمر بن عبد العزيز بضرب رجل ثمّ قرأ قوله تعالى: وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ فقال لغلامه:

خلّ عنه) * «٥» .

٩-* (قال الغزاليّ- رحمه الله تعالى-: إنّ كظم الغيظ يحتاج إليه الإنسان إذا هاج غيظه ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعوّد ذلك مدّة صار ذلك اعتيادا فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب وحينئذ يوصف بالحلم) * «٦» .

١٠-* (قال ابن قدامة المقدسيّ- رحمه الله-: الكاظم إذا كظم لعجز عن التّشفّي في الحال رجع إلى الباطن، فاحتقن فيه فصار حقدا وعلامة ذلك دوام بغض الشّخص، واستثقاله والنّفور منه) * «٧» .

١١-* (وذكر ابن كثير- رحمه الله- من صفات أصحاب الجنّة عند تفسير قوله تعالى وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ إلى قوله:

وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ فقال: إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه وعفوا مع ذلك عمّن أساء إليهم) * «٨» .

١٢-* (ذكر ابن كثير في سيرة عمر بن عبد العزيز- رحمه الله تعالى- أنّ رجلا كلّمه يوما حتّى أغضبه فهمّ به عمر ثمّ أمسك نفسه ثمّ قال للرّجل:

أردت أن يستفزّني الشّيطان بعزّة السّلطان فأنال منك ما تناله منّي غدا؟ قم عافاك الله، لا حاجة لنا في مقاولتك) * «٩» .


(١) مختصر منهاج القاصدين (١٨٣) .
(٢) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٣) الإحياء (٣/ ١٧٦) .
(٤) مختصر منهاج القاصدين (١٨٤) .
(٥) الإحياء (٣/ ١٧٣) .
(٦) المرجع السابق (٣/ ١٧٦) بتصرف.
(٧) مختصر منهاج القاصدين بتصرف يسير (١٨٥) .
(٨) تفسير ابن كثير (١/ ٤٠٤) .
(٩) البداية والنهاية (٩/ ٢١٠) .