للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله فقال: «إنّ ممّا أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدّنيا وزينتها» . فقال رجل: يا رسول الله، أو يأتي الخير بالشّرّ؟ فسكت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فقيل له:

ما شأنك تكلّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولا يكلّمك؟ فرأينا أنّه ينزل عليه. قال: فمسح عنه الرّحضاء فقال: «أين السّائل؟» - وكأنّه حمده- فقال: «إنّه لا يأتي الخير بالشّرّ، وإنّ ممّا ينبت الرّبيع يقتل أو يلمّ، إلّا آكلة الخضراء، أكلت حتّى إذا امتدّت خاصرتاها استقبلت عين الشّمس فثلطت وبالت ورتعت. وإنّ هذا المال خضرة حلوة، فنعم صاحب المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السّبيل- أو كما قال صلّى الله عليه وسلّم- وإنّ من يأخذه بغير حقّه كالّذي يأكل ولا يشبع، ويكون شهيدا عليه يوم القيامة» ) * «١» .

٧-* (عن السّائب بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: جيء بي إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكّة- جاء بي عثمان بن عفّان وزهير- فجعلوا يثنون عليه، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تعلموني به، قد كان صاحبي في الجاهليّة» . قال: قال نعم يا رسول الله، فنعم الصّاحب كنت. قال: فقال: «يا سائب: انظر أخلاقك الّتي كنت تصنعها في الجاهليّة فاجعلها في الإسلام: اقر الضّيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك» ) * «٢» .

٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خير نساء ركبن الإبل «٣» (قال أحدهما: صالح نساء قريش. وقال الآخر: نساء قريش) أحناه «٤» على يتيم في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده «٥» » ) * «٦» .

٩-* (عن المستورد القرشىّ، أنّه قال عن عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:

«تقوم السّاعة والرّوم أكثر النّاس» . فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: لئن قلت ذلك، إنّ فيهم لخصالا أربعا:

إنّهم لأحلم النّاس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرّة بعد فرّة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك) * «٧» .

١٠-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: حفظت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى اللّيل» ) * «٨» .


(١) البخاري- الفتح ٣ (١٤٦٥) ، ٦ (٢٨٤٢) .
(٢) أحمد (٣/ ٤٢٥) . وأبو داود (٤٨٣٦) وصححه الألباني (٣/ ٩١٧) .
(٣) ركبن الإبل: أي نساء العرب، ولهذا قال أبو هريرة في الحديث: لم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط. والمقصود أن نساء قريش خير نساء العرب.
(٤) أحناه: أي أشفقه. والحانية على ولدها: التي تقوم عليهم بعد يتم فلا تتزوج. فإن تزوجت فليست بحانية. والمعنى: أحناهن.
(٥) ذات يده: أي شأنه المضاف إليه.
(٦) مسلم (٢٥٢٧) .
(٧) مسلم (٢٨٩٨) .
(٨) أبو داود (٢٨٧٣) ، وأورده السيوطي في الجامع الصغير وصحح إسناده الشيخ الألباني (٧٤٨٥) وفي إرواء الغليل (١٢٣١) . وقال الأرناؤوط في تعليقه على «جامع الأصول» (١١/ ٦٤٢) : حسن بشواهده.