للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المولى عزّ وجلّ عن فضله وعدله في الفريقين:

أصحاب الكلم الطّيّب، وأصحاب الكلم الخبيث، فأخبر أنّه يثبّت الّذين آمنوا بإيمانهم بالقول الثّابت أحوج ما يكونون إليه في الدّنيا والآخرة، وأنّه يضلّ الظّالمين وهم المشركون عن القول الثّابت، فأضلّ هؤلاء بعدله لظلمهم وثبّت المؤمنين بفضله لإيمانهم) * «١» .

٨-* (عن أبي العالية في قوله تعالى وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ (الحج/ ٢٤) قال: في الخصومة، إذ قالوا: الله مولانا ولا مولى لكم) * «٢» .

٩-* (وعن إسماعيل بن خالد في الآية السّابقة قال: الطّيّب من القول: القرآن) * «٣» .

١٠-* (وعن الضّحّاك في نفس الآية قال:

الطّيّب من القول هو الإخلاص) * «٤» .

١١-* (وعن ابن زيد في نفس الآية قال:

القول الطّيّب: لا إله إلّا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلّا بالله، الّذي قال: إليه يصعد الكلم الطّيّب) * «٥» .

١٢-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ: هو قولهم: الحمد لله الّذي صدقنا وعده، يلهمهم الله ذلك- أي في الآخرة-) * «٦» .

١٣-* (وعنه- رضي الله عنه- (أيضا) : يريد بالطّيّب من القول: لا إله إلّا الله، والحمد لله) * «٧» .

١٤-* (وقال القرطبيّ: وقيل: القرآن، ثمّ قيل: هذا في الدّنيا، هدوا إلى الشّهادة وقراءة القرآن، وقيل هدوا في الآخرة إلى الطّيّب من القول وهو الحمد لله لأنّهم يقولون غدا: الحمد لله الّذي أذهب عنّا الحزن، فليس في الجنّة لغو ولا كذب فما يقولونه فهو طيّب القول، وقيل: الطّيّب من القول ما يأتيهم من الله من البشارات الحسنة) * «٨» .

١٥-* (وقال الطّبريّ في تفسير الآية السّابقة: وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ: يعني هداهم ربّهم في الدّنيا إلى شهادة ألّا إله إلّا الله) * «٩» .

١٦-* (وقال أبو حيّان في تفسير الآية الكريمة: إن كانت الهداية فى الدّنيا فهو قول لا إله إلّا الله والأقوال الطّيّبة من الأذكار وغيرها، وإن كان إخبارا عمّا يقع منهم في الآخرة فهو قولهم: الْحَمْدُ لِلَّهِ


(١) المرجع السابق (٣٣٢) .
(٢) الدر المنثور (٦/ ٢٤) ، وفي هذا إشارة إلى ما ردّ به المسلمون بإرشاد النبي صلّى الله عليه وسلّم على أبي سفيان بن حرب يوم وقعة أحد عندما قال: لنا العزّى ولا عزّى لكم. فقال المسلمون: الله مولانا ولا مولى لكم.
(٣) المرجع السابق (٦/ ٢٤) .
(٤) المرجع السابق نفسه، الصفحة نفسها.
(٥) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها، ويشير ابن زيد بذلك إلى قوله تعالى في سورة فاطر إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ... (الآية ١٠) ؛ وانظر تفسير الطبري (١٧/ ١٠٢) .
(٦) تفسير غرائب القرآن للنيسابوري (بهامش الطبري) (١٧/ ٧٩) .
(٧) تفسير القرطبي (١٢/ ٣٠) .
(٨) المرجع السابق (١٢/ ٣١) .
(٩) المرجع السابق (١٧/ ١٠٢) .