للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقسم» ) * «١» .

٤-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- بعث عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من اليمن بذهبة في أديم مقروظ «٢» لم تحصّل من ترابها «٣» ، قال: فقسّمها بين أربعة نفر، فقال رجل من أصحابه: كنّا نحن أحقّ بهذا من هؤلاء ...

الحديث، وفيه: فقام إليه عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال:

«لا» ، فقال: «إنّه سيخرج من ضئضيء هذا قوم يتلون كتاب الله ليّنا رطبا «٤» » ) * «٥» .

٥-* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال: احتبس عنّا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات غداة عن صلاة الصبح حتّى كدنا نتراءى «٦» عين الشّمس، فخرج سريعا فثوّب بالصّلاة، فصلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتجوّز في صلاته، فلمّا سلّم دعا بسوطه قال لنا على مصافّكم، كما أنتم ثمّ انفتل «٧» إلينا ثمّ قال: «أما إنّي سأحدّثكم ما حبسني عنكم الغداة: إنّي قمت من اللّيل فتوضّأت وصلّيت ما قدّر لي فنعست في صلاتي حتّى استثقلت، فإذا أنا بربّى تبارك وتعالى فى أحسن صورة، فقال: يا محمّد. قلت: لبيك ربّ، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟

قلت: لا أدري، قال: فرأيته وضع كفّه بين كتفيّ حتّى وجدت برد أنامله بين ثدييّ فتجلّى لي كلّ شيء وعرفت، فقال: يا محمّد، قلت: لبيك ربّ، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفّارات، قال: ما هنّ؟

قلت: مشي الأقدام إلى الحسنات، والجلوس في المساجد بعد الصّلوات، وإسباغ الوضوء حين الكريهات، قال: فيم؟، قلت: إطعام الطّعام، ولين الكلام، والصّلاة باللّيل والنّاس نيام، قال: سل، قل اللهمّ إنّى أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفّني غير مفتون، أسألك حبّك وحبّ من يحبّك، وحبّ عمل يقرّب إلى حبّك» ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّها حق فادرسوها ثمّ تعلّموها» ) * «٨» .

٦-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أقيموا الصّفوف، فإنّما تصفّون بصفوف الملائكة، وحازوا بين المناكب، وسدّوا الخلل، ولينوا في أيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشّيطان، ومن وصل صفّا وصله الله تبارك وتعالى، ومن قطع صفّا قطعه الله» ) * «٩» .

٧-* (عن عبد الله بن عمرو (ابن العاص)


بالسبب فانقطع به، وذلك يدل على انخلاعه بنفسه وفسره الصديق بأنه يأخذ به رجل فينقطع به ثم يوصل به فيعلو به. وعثمان قد خلع قهرا وقتل وولى غيره. فالصواب في تفسيره أن يحمل وصله على ولاية غيره من قومه (أي بني أمية) .
(١) مسلم (٢٢٦٩) .
(٢) أديم مقروظ: أي جلد مدبوغ بالقرظ.
(٣) لم تحصل من ترابها: أي لم تصفّ من التراب الذي يخالطها.
(٤) لينا رطبا: هكذا هو في أكثر النسخ: لينا، بالنون أي سهلا، وفي كثير من النسخ ليّا، ومعناه: سهلا لكثرة حفظهم.
(٥) انظر الحديث كاملا في: مسلم (١٠٦٤) ، وله روايات عديدة) .
(٦) نتراءى: أي نرى عين الشمس.
(٧) انفتل: أقبل علينا.
(٨) الترمذي (٣٢٣٥٨، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
(٩) المسند (٢/ ٩٨) ، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (حديث رقم ٥٧٢٤) ، وأبو داود (٦٦٦) ، وذكره الألباني في صحيح أبي داود ١/ ١٣١ حديث (٦٢٠) .