للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتخلّفوا عنّي «١» . والّذي نفس محمّد بيده! لوددت أنّي أغزو في سبيل الله فأقتل. ثمّ أغزو فأقتل. ثمّ أغزو فأقتل» ) * «٢» .

٧-* (عن أبي مريم الأزديّ- رحمه الله- قال: دخلت على معاوية، فقال: ما أنعمنا بك أبا فلان؟ - وهي كلمة تقولها العرب- فقلت: حديثا سمعته أخبرك به، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من ولّاه الله- عزّ وجلّ- شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلّتهم وفقرهم احتجب الله عنه دون حاجته وخلّته وفقره» ، قال: فجعل رجلا على حوائج النّاس) * «٣» .

وفي رواية التّرمذيّ: عن عمرو بن مرّة الجهنيّ:

أنّه قال لمعاوية: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلّة والمسكنة، إلّا أغلق الله أبواب السّماء دون خلّته وحاجته ومسكنته» .

فجعل معاوية رجلا على حوائج النّاس) * «٤» .

٨-* (عن الحسن، قال: عاد عبيد الله بن زياد، معقل بن يسار المزنيّ. في مرضه الّذي مات فيه. فقال معقل: إنّي محدّثك حديثا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. لو علمت أنّ لي حياة ما حدّثتك. إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعيّة، يموت يوم يموت وهو غاشّ لرعيّته، إلّا حرّم الله عليه الجنّة» » ) * «٥» .

٩-* (عن عديّ بن عميرة الكنديّ- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ما من عبد استعملناه منكم على عمل، فكتمنا مخيطا فما فوقه، كان غلولا يأتي به يوم القيامة. قال: فقام إليه رجل أسود، من الأنصار. كأنّي أنظر إليه. فقال: يا رسول الله، اقبل عنّي عملك. قال: «ومالك؟» قال:

سمعتك تقول كذا وكذا. قال: وأنا أقوله الآن. من استعملناه منكم على عمل فليجأ بقليله وكثيره. فما أوتي منه أخذ. وما نهي عنه انتهى» ) * «٦» .

١٠-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:

قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبيّ. ثمّ قال: «يا أبا ذرّ، إنّك ضعيف. وإنّها أمانة «٧» . وإنّها يوم القيامة خزي وندامة. إلّا من أخذها بحقّها، وأدّى الّذي عليه فيها» ) * «٨» .


(١) ويشق عليهم أن يتخلفوا عني: أي ويوقعهم تأخرهم عني في المشقة، يعني يصعب عليهم ذلك.
(٢) البخاري- الفتح ١ (٣٦) . ومسلم (١٨٧٦) .
(٣) أبو داود (٢٩٤٨) وقال الألباني (٢/ ٥٦٩) : صحيح واللفظ من تحقيق الألباني. وقال محقق جامع الأصول (٤/ ٥٢) : إسناده حسن.
(٤) الترمذي (١٣٣٢ و١٣٣٣) .
(٥) البخاري- الفتح ١٣ (٧١٥٠) . ومسلم (١٤٢) واللفظ له.
(٦) مسلم (١٨٣٣) .
(٧) إنك ضعيف وإنها أمانة: هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات، لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية. وأما الخزي والندامة فهو في حق من لم يكن أهلا لها، أو كان أهلا ولم يعدل فيها، فيخزيه الله تعالى يوم القيامة ويفضحه ويندم على ما فرط. وأما من كان أهلا للولاية، وعدل فيها، فله فضل عظيم تظاهرت به الأحاديث الصحيحة.
(٨) مسلم (١٨٢٥) .