للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه، إلّا من عمل مثله: تسبّحون وتحمّدون وتكبّرون خلف كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين» ، فاختلفنا بيننا، فقال بعضنا: نسبّح ثلاثا وثلاثين، ونحمّد ثلاثا وثلاثين، ونكبّر أربعا وثلاثين. فرجعت إليه، فقال: «تقول سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتّى يكون منهنّ كلّهنّ ثلاث وثلاثون» ) * «١» .

٩-* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما- يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما مشبّهات لا يعلمها كثير من النّاس. فمن اتّقى المشبّهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه. ألا وإنّ لكلّ ملك حمى، ألا إنّ حمى الله في أرضه محارمه. ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب» ) * «٢» .

١٠-* (عن حكيم بن حزام- رضي الله عنه- قال: سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني. ثمّ قال: «إنّ هذا المال خضرة حلوة «٣» ، فمن أخذه بطيب نفس «٤» بورك له فيه. ومن أخذه بإشراف نفس «٥» لم يبارك له فيه. وكان كالّذي يأكل ولا يشبع «٦» . واليد العليا خير من اليد السّفلى» ) * «٧» .

١١-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:

صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن معه بالمدينة الظّهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثمّ بات بها حتّى أصبح، ثمّ ركب حتّى استوت به على البيداء، حمد «٨» الله وسبّح وكبّر، ثمّ أهلّ بحجّ وعمرة، وأهلّ النّاس بهما، فلمّا قدمنا أمر النّاس فحلّوا، حتّى كان يوم التّروية أهلّوا بالحجّ. قال: ونحر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بدنات بيده قياما، وذبح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة كبشين أملحين) * «٩» .

١٢-* (عن أبي الحوراء السّعديّ؛ قال:

قلت للحسن بن عليّ: ما حفظت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟

قال: حفظت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دع ما يريبك إلى ما


(١) البخاري- الفتح ٢ (٨٤٣) وهذا لفظ البخاري. ومسلم (٥٩٥) .
(٢) البخاري- الفتح ١ (٥٢) واللفظ له. ومسلم (١٥٩٩) .
(٣) خضرة حلوة: شبهه في الرغبة فيه، والميل إليه، وحرص النفوس عليه، بالفاكهة الخضراء الحلوة المستلذة، فإنّ الأخضر مرغوب فيه على انفراده، والحلو كذلك على انفراده. فاجتماعهما أشد، وفيه إشارة إلى عدم بقائه. لأن الخضراوات لا تبقى ولا تراد للبقاء.
(٤) بطيب نفس: فيه احتمالان: أظهرهما أنه عائد على الآخذ. ومعناه من أخذه بغير سؤال ولا إشراف ولا تطلع بورك له فيه. والثاني أنه عائد إلى الدافع. ومعناه أنه من أخذ ممن يدفع منشرحا بدفعه إليه طيب النفس، لا بسؤال اضطره إليه أو نحوه، مما لا تطيب معه نفس الدافع.
(٥) بإشراف نفس: قال العلماء: إشراف النفس تطلعها إليه وتعرضها له وطمعها فيه.
(٦) كالذي يأكل ولا يشبع: قيل: هو الذي به داء لا يشبع بسببه. وقيل: يحتمل أن المراد التشبيه بالبهيمة الراعية.
(٧) البخاري- الفتح ٣ (١٤٧٢) . ومسلم (١٠٣٥) واللفظ له.
(٨) المراد: فحمد الله.
(٩) البخاري- الفتح ٣ (١٥٥١) .